responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 169


قال العلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم في كتاب زيد الشهيد صفحة 153 : ليس بالهيّن معرفة موقع الكناسة مع ما لها من الشهرة وتكرر الذكر في صفحات التاريخ بمناسبة الحوادث الواقعة فيها ، إذ لم تكن خارطة تخطط أرجاءها ولا بقيت من آثارها ما يتعرف بها الأحوال إلاّ أعلام دارسة وصوى ( 1 ) مجهولة ، كما هو الشأن في آثار الأمم البائدة والديار الخاوية ، فليس في وسع المنقّب الجزم بشيء منها إلاّ بالتقريب بالوقوف على الرسوم والأتلال والحفريات ، أو الركون إلى كلمات مستطردة خلال السير ، وحتى الآن لم يتسن لنا شيء من تلك القرائن سوى ما وجدناه في فلك النجاة للعلاّمة الحجة السيد مهدي القزويني ( قدس سره ) : إن المشهد المعروف لزيد بن علي الذي يزار ويتبرك به محل صلبه وحرقه ( 2 ) .
وهذه الكلمة من سيّدنا البحاثة ، يجب الاحتفاظ بها لما هو المعهود من غزارة علمه وسعة إحاطته ، وقد وثق بها وأرسلها إرسال المسلّمات أخذاً عن أوثق المصادر المتوفرة عليه ، لذلك لم تترك لنا منتدحاً عن الإذعان بها بأن هذا المشهد القائم في شرق قرية ذي الكفل واقع في محل الكناسة ، ويشهد له أن الصلب وأشباهه ممّا يقصد فيه الإرهاب وتمثيل قوة البأس وشدة السلطان ، لا يكون إلاّ في المحتشدات العامة ومختلف زرافات الناس ، وهذا الموضع قريب من النخيلة وهي العباسية في كلام ابن نما ( 3 ) ، والعباسيات اليوم ، ولا شك أن النخيلة كانت باب الكوفة للخارج إلى الشام والمدائن وكربلاء ، ومن هنا عسكر فيها علي ( عليه السلام ) لمّا خرج إلى صفين ، وعسكر الحسن بن علي ( عليه السلام ) لمّا خرج إلى معاوية ، وعسكر ابن زياد لمّا جهّز الجيوش لحرب الحسين ( عليه السلام ) ، فمناسب أن يكون الصلب في الموضع العام أو بالقرب منه ، على أن لا يفوت الغرض المقصود من الإرهاب وإراءة الغلبة وقوة السلطان ، وهذا الاعتبار يؤيد ما أرسله السيد المتتبع ، وبقي تحديد الموضع الذي دفن فيه قبل النبش والإخراج على ذمة التاريخ وسعة المنقب .


1 - الصوى : الأعلام من الحجارة ، ومفردها : صوة . الصحاح : 6 / 2404 . 2 - زيد الشهيد : 164 . 3 - مثير الأحزان : 65 .

169

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست