responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 167


الروم واليونان ، فعظمت الحركة الاقتصادية فيها وفاض المال ، حتى أن أهالي الحيرة من سعة ذات اليد كانوا أولا يتعاملون بالذهب وزناً ، فقد ابتاع أوس بن قلام لأيوب ابن معروف أرضاً لبناء دار بثلاثمائة أوقية ذهباً وأنفق على عمارتها مأتي أوقية ، وكان من العباديين نصارى الحيرة الصيارفة والتجار .
ولمّا جاء دور الكوفة نشأت فيها مدينة الرزق كما يقول البلاذري ( 1 ) ، أو دار الرزق التي أنهضها المسلمون في الكوفة ، ومثلها في البصرة والفسطاط ، وكان يجمع في هذه الدار متاع المقاتلة أولا ، ثم أصبحت دار مضاربة اقتصادية ، وقد لعبت هذه الدار دوراً مهماً في الكوفة أثناء الفتن ، وموقع هذه الدار كان قريباً من شارع اليهود بين الجسر في شرقي الكوفة وبين المحل المعروف ب‌ ( النبي يونس ) ، ومقام النبي يونس اليوم معروف في قصبة الكوفة قائم على النهر في وسط العمارات من الشمال الغربي للجامع ، وعلى هذا فدار الرزق أو مدينة الرزق يكون موقعها في محل السوق المعروف اليوم بسوق آل شمسة أو قريباً منه ، وكانت أسواق الكوفة تنتظم من قصر الإمارة وموقعه شرقي الجامع وإلى جنبه إلى دار الوليد بن عقبة من جهة ، ومن الجهة الأخرى إلى مساكن ثقيف وأشجع ، وموقعها اليوم ما بين الشرقي للجامع إلى ما يقارب مسجد سهيل ( السهلة ) ، لأن هذه الأسواق تتصل بالكناسة والكناسة - كما ستعرفه - في ذلك المكان ، وكانت هذه الأسواق مغطاة بالحصر وعلى عهد خالد القسري عقدت بالحجارة ، وكان في هذه الأسواق محكمة القضاء يجلس فيها المحتسب ، وفي هذه الأسواق الصيارفة والمسلفون ( 2 ) ، وفيها دكاك العبيد ومحلات المراهنين على الحيوانات العاملة يجمعونها في الكناسة ، وكانت الصيرفة عملا كبيراً ورابحاً في الكوفة ، لأنها كانت تموّن المؤامرات والأحداث بصفقات رابحة ، وكان المسلفون والصرّافون يمتلكون ناحية البلد بعملهم هذا ، ومن هنا تعهد الصيرفي ابن مقرن للمنصور في عام 145 للهجرة بالدعة والطمأنينة في الكوفة ، وقد أتقنت الكوفة عمل الصيرفة ونظمته على شبه ( بنوكة اليوم ) وصيارفة اليهود في بغداد اليوم مدينون للكوفة بعملهم ، لأن الكوفة كانت تدير المدائن بعملها الصيرفي مباشرة وكان في المدائن أقلية مسيحية برعت في الصيرفة ، حتى أصبحت الواسطة


1 - فتوح البلدان : 1 / 252 . 2 - وروي أن مؤمن الطاق كان ممّن يمتهن الصيرفة بالكوفة وله دكان بها بطاق المحامل .

167

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست