نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 164
وكندة والأزد . ومناهج الربع الثالث - وموقعه شرقي الجامع - محلات الأنصار ومزينة وتميم ومحارب وأسد وعامر . ومناهج الربع الرابع - وموقعه غربي الجامع - محلات بجيلة غطفان وبجيلة قيس وجديلة وجهينة وغيرها من عدة عشائر . لم ينشأ للكوفة سور ، وإنما كان في الشمال الشرقي موضع خندق معروف وكانت مسناة جابر في محلة مزينة ، وإلى الجنوب الشرقي نهر بني سليم ومنه يشق أسواق وحمامات ، وأخذ المنصور الكوفيين بحفر خندق يحيط بها يأخذ من الفرات ويعبر بواسطة قناطر لها أبواب ، وكانت القوارب تجري في هذا الخندق تسهيلا لأعمال التجارة . وفي خلال القرن الأول لم تكن في الكوفة بئر للاستقاء ، وإنما كانت بعض أقنية والناس يعتمدون على السقائين الذين يحملون الماء من الشريعة ، وبعد ذلك عرفت بئر عليّ واستقى الناس منها ، وأحدث ابن هبيرة قنطرة الكوفة ، وربما تكون قنطرة الكوفة هي المكان المعروف اليوم عند العامة باسم « كنيدرة » وموقعها في الجنوب الشرقي من الجامع ، ثم أصلح قنطرة الكوفة خالد القسري وأصلحت بعد ذلك مرات . وقيل : أنشأت قبل الإسلام ثم سقطت واتخذ مكانها جسراً ثم بناها زياد ، فابن هبيرة فخالد القسري فيزيد بن عمر ، ثم أصلحت بعد بني أمية مرات عديدة . ومن المواقع البارزة في وضع الكوفة الهندسي : الجبانات والصحاري ، فكان يترك في كل خطة ووسط كل محلة رحبة من الأرض فسيحة ترى أمثالها اليوم في المدن العربية ، مثل يثرب والنجف والكوفة والزبير وشطرة المنتفق يسمّونها صفا ، وصفاوة ، وفضوة ، ومناخة ، وكان يطلق على قسم من تلك الرحاب الجبانة ، وهي المحل الذي يدفن أهل تلك المحلة موتاهم فيه ، ويطلق على الباقي صحراء وهو محل الاحتفالات والاجتماعات العامة أقدمها وأهمها جبانة الثوية ، وهي لثقيف وقريش ، وهذه الثوية تكرر ذكرها في شعر المتنبي ، وموقعها اليوم بين النجف والكوفة المكان المعروف عند عامة الناس ب « كميل » وهو قبر كميل بن زياد ، أحد التابعين المدفون بالثوية ، وقريب من الثوية البسيطة ، وهي المحلة الجديدة من
164
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 164