responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 158


الأموال منه إلى منتهى القصر يمنة عن القبلة ، ثم مدّ به عن يمين ذلك إلى منقطع رحبة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) والرحبة قبلته ، ثم مدّ به فكانت قبلة المسجد إلى الرحبة وميمنة القصر ، وكان بنيانه على أساطين من رخام كانت لكسرى بكنائس بغير مجنبات ، فلم يزل على ذلك حتى بني زمان معاوية بن أبي سفيان بنيانه اليوم على يدي زياد ، ولمّا أراد زياد بنيانه دعا ببنائين من بنائي الجاهلية فوصف لهم موضع المسجد وقدّره وما يشتهي من طوله في السماء وقال : أشتهي من ذلك شيئاً لا أقع على صفته .
فقال له بنّاء قد كان بنّاء لكسرى : لا يجيء هذا إلاّ بأساطين من جبال أهواز تنقر ثم تثقب ثم تحشى بالرصاص ، وبسفافيد الحديد فترفعه ثلاثين ذراعاً في السماء ثم تسقفه وتجعل له مجنبات ومواخير فيكون أثبت له .
فقال : هذه الصفة التي كانت نفسي تنازعني إليها ولم تعبرها .
وغلق باب القصر وكانت الأسواق تكون في موضعه بين يديه ، فكانت غوغاؤهم تمنع سعداً الحديث .
فلمّا بنى ادّعى الناس عليه ما لم يقل وقالوا : قال سعد : سكن عني الصويت .
وبلغ عمر ذلك ، وأن الناس يسمّونه : قصر سعد ، فدعا محمد بن مسلمة فسرّحه إلى الكوفة وقال : اعمد إلى القصر حتى تحرق بابه ثم ارجع عودك على بدئك .
فخرج حتى قدم الكوفة فاشترى حطباً ثم أتى به إلى القصر فأحرق الباب ، وأتى سعداً فأخبر الخبر فقال : هذا رسول أرسل لهذا من الشأم .
وبعث لينظر من هو ، فإذا هو محمد بن مسلمة ، فأرسل إليه رسولا بأن ادخل فأبى ، فخرج إليه سعد فأراده على الدخول والنزول فأبى وعرض عليه نفقة فلم يأخذ ، ودفع كتاب عمر إلى سعد : بلغني أنك بنيت قصراً اتخذته حصناً ويسمّى قصر سعد ، وجعلت بينك وبين الناس باباً ، فليس بقصرك ولكنه قصر الخبال ، انزل منه منزلا ممّا يلي بيوت الأموال وأغلقه ، ولا تجعل على القصر باباً يمنع الناس من دخوله وتنفيهم به عن حقوقهم ليوافقوا مجلسك ، ومخرجك من دارك إذا خرجت .
فحلف له سعد ما قال الذي قالوا ، ورجع محمد بن مسلمة من فوره حتى إذا دنا من المدينة فنى زاده ، فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر فقدم على عمر وقد سبق فأخبره

158

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست