نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 151
نر شيئاً . فكتب في ذلك صاحب الحيرة إلى كسرى ، فكتب إليه : أن ابعث إلي من تربتها . قال : فأخذنا من حواليها ووسطها وبعثنا به إليه ، فرآه علماء وكهنة فقالوا : يبنى في هذا الموضع قرية يكون على يدي أهلها هلاك الفرس . قالوا : فرأينا والله الكوفة في ذلك الموضع . قالوا : وأول من اختط مسجد الكوفة سعد بن أبي وقاص ، وقال غيره : اختط الكوفة السائب بن الأقرع وأبو الهياج الأسدي ، وكانت العرب تقول : أدلع البر لسانه في الريف ، فما كان يلي الفرات فهو الملطاط وما كان يلي الطين فهو النجف ( 1 ) . ويروى عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : « الكوفة كنز الإيمان وجمجمة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء ، والذي نفسي بيده لينصرن الله جلّ وعزّ بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز » . وكان ( عليه السلام ) يقول : « حبّذا الكوفة ، أرض سهلة معروفة تعرفها جمالنا المعلوفة » . ويقال : إن موضع الكوفة اليوم كانت سورستان . وكان سلمان يقول : أهل الكوفة أهل الله وهي قبة الإسلام يحنّ إليها كل مسلم . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ليأتين على الكوفة زمان وما من مؤمن ولا مؤمنة إلاّ بها أو قلبه يحنّ إليها » . وكان عبد الله بن عمر يقول : يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفة : « ويحك يا كوفة وأختك البصرة كأني بكما تمدان مدّ الأديم وتعركان عرك العكاظي ، إلاّ أني أعلم فيما أعلمني الله عزّوجلّ أنه ما أراد بكما جبار سوء إلاّ ابتلاه الله بشاغل » . وكتب عمر بن الخطاب : أني أختبرتكم فأحببت النزول بين أظهركم لما أعرف من حكم الله ولرسوله ، وقد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود مؤذناً ووزيراً وهما من النجباء من أهل بدر ، فخذوا عنهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي ( 2 ) .
1 - البلدان لابن الفقيه : 200 . 2 - البلدان لابن الفقيه : 201 .
151
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 151