نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 14
جعل لها منزلتها التاريخية اليوم وفي كل يوم التي ترتبط بتاريخ تطورات الإسلام في أهم عصوره وأدق ظروفه ، والتي تستهوي غواة التتبع والبحث . ثم لم ترض بذلك حتى جعلت لها مركزاً للأدب والعلم - نتيجة لمركزها السياسي - هو الوحيد بين البلاد الإسلامية ، ما عدا البصرة يومئذ التي تنازعها هذه المنزلة فيتصارعان ويتجاولان ، وكثيراً ما جرّ هذا التحزّب إلى الخلاف في الآراء العلمية والأبحاث الأدبية ، ولا زلنا نسمع قال الكوفيون وقال البصريون . فكانت الكوفة أيضاً كوفة العلم والأدب ، أو مدرسة الثقافة الإسلامية الجامعة وهذا ما زاد في قيمتها التاريخية بآثارها العلمية والأدبية ، وبما أنجبت من علماء وأدباء وشعراء ، هم مفاخر التاريخ الإسلامي في أهم أدوار نهضته الثقافية . كلّنا يعرف عن الكوفة شيئاً من أهميتها التاريخية في هذه النواحي التي تقدمت - وفي نواح أخرى تعرفها في غضون هذا المؤلف الذي بين أيدينا - ولكنّا لم نعرفها في مؤلف واحد جمع شتات تأريخها على ما بها من مغريات للباحثين والمؤرخين ، وإنما التاريخ الإسلامي في أدواره التي مرت ، والكوفة مركز حركته السياسية والعلمية والأدبية بل التجارية ، يعطينا فكرة عامة مشوشة عنها تحتاج إلى التنظيم والتنسيق ، ولا يزال كثير من نواحيها يحتاج إلى تدقيق عميق وبحث طويل في المصادر التاريخية المنوّعة ، وفي مواقع متفرقة في كتب اللغة والحديث والأدب والرجال والبلدان التي لا تحصى ، فما أشرف الناس إلى مؤلف يشبع نهمتهم في تاريخ هذه البلدة القديمة ، ولماذا غفل المؤرخون عن هذه النقطة الأخّاذة . نعم ، سمعنا وقرأنا عن بعض المؤلفات القديمة التي طواها الدهر معه وضن بها على الباحثين ، فلم تبق لها عين ولا أثر ، منها : 1 - تاريخ الكوفة ، لأبي الحسين محمد بن جعفر المعروف بابن النجار الكوفي المتوفى في سنة 402 ه ذكره في كشف الظنون . 2 - تاريخ الكوفة ، لابن مجاهد المعروف ، ذكره في كشف الظنون أيضاً . 3 - كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضل ، للنجاشي صاحب كتاب الرجال المشهور ، ذكر في ترجمته . 4 - كتاب في المزار وفضل الكوفة ومساجدها ، لجعفر بن الحسن بن شهريار المتوفى في سنة 340 ه ، ذكره النجاشي المتقدم في رجاله .
14
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 14