نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 71
الكوفة ما قصدها جبّار بسوء إلاّ وانتقم الله منه إن الكوفة نزلت بها النوازل ، وحدثت فيها الحوادث ، وحكمت فيها الجبابرة ، وإن الله عاقبهم وأهلكهم ، لأن من فضلها ما قصدها جبار إلاّ وانتقم الله منه . ذكر المجلسي في السماء والعالم : فقال : من كلام له ( عليه السلام ) يعني أمير المؤمنين في ذكر الكوفة : « كأني بك يا كوفة تمدين مدّ الأديم العكاظي ، تعركين بالنوازل ، وتركبين بالزلازل ، وأني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلاّ ابتلاه الله بشاغل ، أو رماه بقاتل » . قال المجلسي : بيان ، الأديم : الجلد المدبوغ ، وعكاظ : بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع فيه في كل سنة ، ويقيمون به سوقاً مدة شهر ، ويتعاكظون : أي يتفاخرون ويتناشدون ، وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه ، والأديم العكاظي : مستحكم الدباغ شديد المدّ وذلك وجه الشبه ، والعرك : الدلك والحك ، وعركه : أي حمل عليه الشرّ ، وعركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم ، والنوازل : المصائب والشدائد ، والزلازل : البلايا ، وتركبين : على بناء المجهول كالفعلين السابقين ، أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة ، والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير . وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : « هذه مدينتنا ومحلنا ومقرّ شيعتنا » . وعن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « تربة تحبّنا ونحبّها » . وعنه ( عليه السلام ) : « اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها » ( 1 ) . وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج الخطبة كما ذكرها المجلسي ، ثم قال قوله : تمدين مدّ الأديم ، استعارة لما ينالها من العسف والخبط ، وقوله : تعركين ، من عركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم ( 2 ) .