responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 60


آثار السيد بحر العلوم ( 1 ) في مسجدي الكوفة والسهلة إن للعلاّمة الكبير الحجة السيد محمد مهدي النجفي الشهير ببحر العلوم رحمه الله تعالى آثاراً خالدة :
منها : أن المقامات الكريمة في مسجد الكوفة لم تزل من سالف الأيام مجهولة عند الناس مستنكرة الأعلام ، لا يعرفها إلاّ أولوا البصيرة في الدين ( وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ) ( 2 ) فتصدى السيد ( رحمه الله ) لتعيين تلك المقامات الشريفة ، وبنى فيها العلامات والمحاريب ، ووضع عموداً صخرياً في محراب النبي ( صلى الله عليه وآله ) لتعيين القبلة ، وهو الشاخص المعروف اليوم بالرخامة ، وشيّد أيضاً فيه الحجرات حتى تكون أظلة يلوذ إليها من أصهرته الشمس من العبادة ، أو يعتكف فيها من أراد الاعتكاف في أيام الشتاء ، كل ذلك إعانة على البرّ والتقوى وتخليداً لمآثر الأنبياء وأئمة الدين ( عليهم السلام ) .
ومنها : أن أرض مسجد الكوفة في الأصل هي أرض السفينة والسرداب المعروف ببيت الطشت ( 3 ) ، وكانت تمرّ عليه المارة وتطأها أرجل الواطئين ويجتمع


1 - هو السيد محمد المهدي ابن السيد مرتضى ابن السيد محمد ابن السيد عبد الكريم ابن السيد مراد ابن السيد شاه أسد الله ، وينتهي إلى السيد إبراهيم الملقب بطباطبا ثم إلى الحسن المثنى ، ولد في كربلاء المقدسة ليلة الجمعة في غرة شوال سنة 1155 ، ودرس المقدمات والسطح والخارج في كربلاء ثم انتقل إلى النجف الأشرف سنة 1169 ، لقب بسيد الطائفة وبصاحب الكرامات ، وضرب به المثل في العلم والزهد والتقوى والإدارة في غضون شبابه ، له كرامات كثيرة منها : تشرّفه بلقاء صاحب الزمان ( عليه السلام ) في مسجد السهلة وسامراء ، وقصة فتح باب الصحن والحرم الشريف له ، وتضليله الغمامة لتقيه حرّ الشمس ، وسبب لقبه ببحر العلوم : أنه حين سافر إلى إيران وأقام في خراسان نحو ستة أعوام يدرس الفلسفة الإسلامية عند الشيخ محمد مهدي الأصفهاني ، فاعجب به أستاذه لشدة ذكائه وفهمه ، وأطلق عليه ذلك اللقب الكبير وقال له أثناء الدرس : إنما أنت بحر العلوم ، فاشتهر به ، وله مؤلفات كثيرة ، وتوفى في رجب سنة 1212 عن عمر يناهز السابعة والخمسين . 2 - سورة ص : 24 . 3 - وقصة الطشت عن عمار بن ياسر وزيد بن أرقم قالا : كنّا بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكان يوم الاثنين أربع عشر خلت من صفر وإذا بزعقة عظيمة أصمت المسامع وكان علي على دكة القضاء فقال : « يا عمار أئتني بذي الفقار » ، وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي منّ مكي . فجئت به فانتضاه من غمده وتركه على فخذه وقال : « يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة الغمة ، يا عمار أئتني بمن على الباب » . قال عمار : فخرجت فإذا على الباب امرأة في قبة على جمل وهي تشتكي وتصيح : يا غياث المستغيثين ويا بغية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم اليتيم ويا رازق القديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديماً سبق قدمه كل قديم ويا عون من ليس له عون ولا معين يا طود من لا طود له يا كنز من لا كنز له إليك توجهت وبوليك توسلت وخليفة رسولك قصدت فبيض وجهي وفرج عني كربتي . فقال عمار : وكان حولها ألف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم عليها ، فقلت : أجيبوا أمير المؤمنين أجيبوا علم النبوة . قال : فنزلت المرأة من القبة ونزل القوم ودخلوا المسجد ، فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقالت : يا مولاي يا إمام المتقين إليك أتيت وإياك قصدت فاكشف كربتي وما بي من غمة فإنك قادر على ذلك وعالم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فعند ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا عمار نادي في الكوفة من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله أخا رسوله فليأت المسجد » . قال : فاجتمع الناس حتى امتلأ المسجد بالناس فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : « سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام » . فنهض شيخ من بينهم قد شاب وعليه بردة يمانية فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين هذه الجارية ابنتي وقد خطبها ملوك العرب والآن قد فضحتني لأنها قد حملت بحمل لا أدري من أين هو . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ما تقولين يا جارية ؟ » فقالت : يا مولاي وحقك ما علمت في نفسي خيانة قط وإني أعلم أنك بنفسي أعلم بي مني . قال عمار : فأخذ الإمام ( عليه السلام ) ذا الفقار وصعد المنبر وقال : « الله أكبر الله أكبر جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً - ثم قال - : عليّ بداية الكوفة » . فجاؤوا بها ، فقال لها أمير المؤمنين : « اضربي فيما بينك وبين الناس حجاباً وانظري هذا الجارية عاتق أم لا - العاتق : الجارية التي أدركت وبلغت - حامل أم لا ؟ » . ففعلت ما أمر به ( عليه السلام ) ثم قالت : نعم يا سيدي هي عاتق حامل . فالتفت إلى أبي الجارية وقال : « يا أبا الغضب ألست من قرية كذا وكذا من إعمال دمشق » . قال : وما هذه القرية ؟ قال : « هي قرية تسمى أسعار ؟ » . قال : بلى يا أمير المؤمنين . فقال ( عليه السلام ) : « من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة ؟ » قال : يا مولاي الثلج في بلادنا كثير ولكن ما نقدر عليه هاهنا . فقال ( عليه السلام ) : « بينكم وبيننا مائتان وخمسون فرسخاً » . قال : نعم يا مولاي . قال ( عليه السلام ) : « أيها الناس انظروا إلى ما أعطى الله علياً من العلم النبوي الذي أودعه الله ورسوله من العلم الرباني » . قال عمار : فمدّ يده من أعلى منبر الكوفة ورماها وإذا فيها قطعة ثلج يقطر الماء منها ، فعند ذلك ضجّ الناس وماج الجامع بأهله ، فقال ( عليه السلام ) : « اسكتوا فلو شئت أتيت بجبالها » . ثم قال لها : « يا داية خذي هذه القطعة من الثلج واخرجي الجارية من المسجد واتركي تحتها طشتاً وضعي هذه القطعة ما يلي الفرج فسترين علقة وزنها سبعمائة وخمسون درهماً ودانقان » . فقالت : سمعاً وطاعة لله ولك يا أمير المؤمنين ، ثم أخذتها وخرجت بها من الجامع وجاءت بطشت ووضعت الثلج كما أمرها الإمام فرأت علقة وزنتها الدابة فوجدتها كما قال ( عليه السلام ) فأقبلت ووضعتها بين يديه فقال ( عليه السلام ) : « يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت وإنما دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة في جوفها وهي بنت عشرة سنين وكبرت إلى الآن في بطنها » . فنهض أبوها وهو يقول : أشهد أنك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر وأنت باب الدين وعموده . . . انظر : نوادر المعجزات : 26 ح 10 ، الفضائل لشاذان : 155 ، مدينة المعاجز : 2 / 35 ح 339 .

60

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست