responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 494


شعراء الكوفة كانت الكوفة - لا سيّما في العصر الأموي - بؤرة العلم والأدب ، وملتقى العلماء والأدباء والشعراء ، يزدحمون في المسجد أو غيره من الجوامع العامة والنوادي والمحافل ، للمفاخرة أو المناظرة أو المناضلة أو المناشدة ، وكان أشراف الكوفة يخرجون إلى ضواحيها أيضاً لمثل هذا الغرض ، لما كان في ضواحيها من جالية العرب أهل البادية من القبائل التي نزحت إلى هناك بعد الإسلام ، فكانت الكوفة وضواحيها كسوق عكاظ في الجاهلية والمربد في البصرة الذي كان سوقاً من أسواقها يعرف بسوق الإبل ، ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس وأقاموا بها مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء ، يؤمّها الأدباء من كل فج للمناشدة والمحاكمة ، ومثلهما الكوفة ، فقد كانت تتألف فيها لفحول شعرائها حلقات المناشدة والمفاخرة ومجالس العلم والأدب .
وكان الشعر في الكوفة أكثر منه في البصرة ، ووقف المختار بن أبي عبيد الثقفي في أثناء حروبه بالعراق على أشعار مدفونة في القصر الأبيض بالكوفة ، ممّا يدل على عناية الكوفيين بالشعر ، لكن أكثره مصنوع ومنسوب إلى من لم يقله ( 1 ) .
ولم ينبغ شاعر أو خطيب في بلاد العرب كلها ، إلاّ جاء البصرة والكوفة ، فازدحمت الأقدام فيهما ونبغ الرواة والأدباء وغيرهم فيهما .
وبما أن لقول الشاعر من التأثير في نفوس عشيرته لأنه لسان حالها ، ازداد الشعراء بذلك نفوذاً وتقرباً من الخلفاء والأمراء ، وكان الخليفة يعد مدح الشاعر له دليلا على رضا قبيلته عن أغراضه ، لأنه لسان حالها ، والقبيلة تعد إكرام الخليفة لشاعرها إكراماً لها ، وكان للشعراء رواتب في بيت المال مثل سائر المسلمين ، فلم يكن الشعراء يرون بدّاً من استرضاء الخلفاء والأمراء خوفاً من قطع أعطيتهم فضلا عمّا يرجونه من الجوائز إذا أحسنوا إرضاءهم .
وكان لبعض الملوك والأمراء شغف بالأدب منهم : معاوية وعبد الملك وهشام ،


1 - المزهر للسيوطي : 2 / 206 - 208 .

494

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست