نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 133
الكوفة في التاريخ لم يزل تاريخ الكوفة بالرغم من كثرة البحث والاستطلاع كامناً في الزوايا غير منكشف الستار ، ولقد كانت الكوفة حرية بالتتبع والبحث لدى المؤرخين وأرباب الخطط ، لكونها من أمهات المدن العراقية ، وقد سكنها جمع كبير من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والعلماء والصالحين والأمراء والولاة والشعراء وغيرهم ، وفيها من ( جميع ) ( 1 ) الآثار والمشاهد الكريمة ما كان حقيقاً بالظهور والتعريف ، ولو رام باحث أن يبحث عن جمع آثارها وتراجم من ورد إليها أو سكنها وما وقع فيها من الحوادث والوقائع ، لتعذر عليه أو تعسّر ، غير أنّا نذكر النزر القليل ممّا أوقفنا عليه التتبع وممّا تطمئن إليه النفس وتساعد عليه القرائن ، وإليك أولا طائفة من كلمات المؤرخين في سبب تمصيرها . قال ابن حوقل ( 2 ) : مدينة الكوفة قريبة من مدينة البصرة في الكبر ، هواؤها أصحّ وماؤها أعذب ، وهي على الفرات ، بناؤها كبناء البصرة ، وهي خطط لقبائل العرب إلاّ أنها خراب بخلاف البصرة ، لأن ضياع الكوفة قديمة جداً وضياع البصرة إحياء موات في الإسلام . وقال القزويني ( 3 ) : هي التي مصرها الإسلاميون بعد البصرة بسنتين ، يأتيها الماء بعذوبة وبرودة ، وأمّا البصرة فبعد تغيره وفساده ، وزعموا أن من أصدق ما يقول الناس في أهل كل بلدة قولهم : الكوفي لا يوفي ، وممّا نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي ( عليه السلام ) وقتلوا الحسين ( عليه السلام ) بعد أن استدعوه .
1 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني . 2 - هو الرحالة المؤرخ أبو القاسم محمد بن علي بن حوقل البغدادي الموصلي ، المعروف بابن حوقل ، كان تاجراً ، سافر إلى الأندلس وتوفى بها سنة 350 ، له كتاب المسالك والممالك أو صورة الأرض . 3 - هو حمد الله بن أتابك بن حمد المستوفي القزويني ، المتوفى سنة 750 له نزهة القلوب ( فارسي ) ، وتاريخ گزيده .
133
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 133