هابيل قربانا فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قين على بذر الأرض وكان هابيل على رعاية الماشية فقرب قين قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وبعضهم يقول قرب بقرة فأرسل الله عز وجل نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قين وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله الله عزو جل فلما قبل الله قربان هابيل وكان في ذلك القضاء له بأخت قين غضب قين وغلب عليه الكبر واستحوذ عليه الشيطان فاتبع أخاه هابيل وهو في ماشيته فقتله فهما اللذان قص الله خبرهما في القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فقال ( واتل عليهم ) يعنى أهل الكتاب ( نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ) إلى آخر القصة قال فلما قتله سقط في يديه ولم يدر كف يواريه وذلك أنه كان فيما يزعمون أول قتيل من بني آدم ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخي ) إلى قوله ( ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) قال ويزعم أهل التوراة أن قينا حين قتل أخاه هابيل قال الله له أين أخوك هابيل قال ما أدرى ما كنت عليه رقيبا فقال الله له إن صوت دم أخيك ليناديني من الأرض الآن أنت ملعون من الأرض التي فتحت فاها فتلقت دم أخيك من يدك فإذا أنت عملت في الأرض فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فرعا تائها في الأرض فقال قين عظمت خطيئتي من أن تغفرها قد أخرجتني اليوم عن وجه الأرض من قدامك وأكون فزعا تائها في الأرض وكل من لقيني قتلني فقال الله عز وجل ليس ذلك كذلك فلا يكون كل من قتل قتيلا يجزى بواحد سبعة ولكن من قتل قينا يجزى سبعة وجعل الله في قين آية لئلا يقتله كل من وجده وخرج قين من قدام الله عز وجل من شرقي عدن الجنة * وقال آخرون في ذلك إنما كان قتل القاتل منهما أخاه أن الله عز وجل أمرهما بتقريب قربان فتقبل قربان أحدهما ولم يتقبل من الآخر فبغاه الذي لم يتقبل قربانه فقتله