شئ عرض الأشياء التي علم آدم أسماءها عليهم فقال لهم أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين في قيلكم أن الله لم يخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه وأكرم عليه منه ذكر من قال ذلك حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة فاستشار الملائكة في خلق آدم عليه السلام فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقد علمت الملائكة من علم الله أنه لا شئ أكره إلى الله عز وجل من سفك الدماء والفساد في الأرض ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وكان في علم الله عز وجل أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنوا الجنة * قال وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول إن الله تعالى لما أخذ في خلق آدم قالت الملائكة ما الله تعالى بخالق خلقا أكرم عليه منا ولا أعلم منا فابتلوا بخلق آدم عليه السلام وكل خلق مبتلى كما ابتليت السماوات والأرض بالطاعة فقال الله تعالى ( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين بن داود قال حدثني حجاج عن جرير بن حازم ومبارك عن الحسن وأبى بكر عن الحسن وقتادة قالا قال الله عز وجل للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قال لهم إني فاعل فعرضوا برأيهم فعلمهم علما وطوى منهم علما علمه لا يعلمونه فقالوا بالعلم الذي علمهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وقد كانت الملائكة علمت من علم الله تعالى أنه لا ذنب عند الله تعالى أعظم من سفك الدماء ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) فلما أخذ تعالى في خلق آدم عليه السلام همست الملائكة فيما بينهم ، فقالوا ليخلق ربنا عز وجل ما شاء أن يخلق فلن يخلق خلقا إلا كنا أعلم منه وأكرم عليه منه فلما خلقه ونفخ فيه من روحه أمرهم أن يسجدوا له لما قالوا ففضله عليهم فعلموا أنهم ليسوا بخير منه فقالوا إن لم نكن خيرا منه فنحن أعلم منه لأنا كنا قبله وخلقت الأمم قبله فلما أعجبوا