responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 593


الذي رآه في حلمه جالس في مجلس رفيع وان الرجل الداخل عليهما أتاه وبيده سلسلة طويلة فألقاها في عنق صاحب المجلس وأمكنه منه وقال له ها أنا ذا قد دفعت إليك كسرى برمته فاغزه فإن الظفر لك وإنك مدال عليه ونائل أمنيتك في غزاتك فلما تتابعت عليه هذه الأحلام قصها على عظماء الروم وذوي الرأي منهم فأخبروه أنه مدال عليه وأشاروا عليه أن يغزوه فاستعد هرقل واستخلف ابنا له على مدينة قسطنطينية وأخذ غير الطريق الذي فيه شهربراز وسار حتى وغل في بلاد أرمينية ونزل نصيبين بعد سنة وكان شاهين فاذوسبان المغرب بباب كسرى حين ورد هرقل نصيبين لموجدة كانت من كسرى عليه وعزله إياه عن ذلك الثغر وكان شهر براز مرابطا للموضع الذي كان فيه لتقدم كسرى كان إليه في الجثوم فيه وترك البراح منه فبلغ كسرى خبر تساقط هرقل في جنوده إلى نصيبين فوجه لمحاربة هرقل رجلا من قواده يقال له راهزار في اثنى عشر ألف مقاتل وأمره أن يقيم بنينوى من مدينة الموصل على شاطئ دجلة ويمنع الروم أن تجوزوها وكان كسرى حين بلغه خبر هرقل مقيما بدسكرة الملك فنفذ راهزار لأمر كسرى وعسكر حيث أمره فقطع هرقل دجلة في موضع آخر إلى الناحية التي كان فيها جند فارس فأذكى راهزار العيون عليه فانصرفوا إليه وأخبروه أنه في سبعين ألف مقاتل وأيقن راهزار أنه ومن معه من الجنود عاجزون عن مناهضة سبعين ألف مقاتل فكتب إلى كسرى غير مرة دهم هرقل إياه بمن لا طاقة له ولمن معه بهم لكثرتهم وحسن عدتهم كل ذلك يجيبه كسرى في كتابه أنه إن عجز عن أولئك الروم فلن يعجز عن استقتالهم وبذل دمائهم في طاعته فلما تتابعت على راهزار جوابات كتبه إلى كسرى بذلك عبى جنده وناهض الروم فقتلت الروم راهزار وستة آلاف رجل وانهزم بقيتهم وهربوا على وجوههم وبلغ كسرى قتل الروم راهزار وما نال هرقل من الظفر فهده ذلك وانحاز من دسكره الملك إلى المدائن ونحصن فيها لعجزه كان عن محاربة هرقل وسبار هرقل متى كان قريبا من المدائن فلما تساقط إلى كسرى خبره واستعد لقتاله انصرف

593

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست