والقمر بعد ذلك وكيف بالناس والدنيا فقال يا أبى إن الشمس والقمر بعد ذلك يكسيان النور والضوء ويطلعان على الناس ويغربان كما كان قبل ذلك وأما الناس فإنهم نظروا إلى ما نظروا إليه من فظاعة الآية فيلحون على الدنيا حتى يجروا فيها الأنهار ويغرسوا فيها الشجر ويبنوا فيها البنيان وأما الدنيا فإنه لو أنتج رجل مهرا لم يركبه من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في الصور فقال حذيفة بن اليمان أنا وأهلي فداؤك يا رسول الله فكيف هم عند النفخ في الصور فقال يا حذيفة والذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة ولينفخن في الصور والرجل قد لط حوضه فلا يسقى منه ولتقومن الساعة والثوب بين الرجلين فلا يطويانه ولا يتبايعانه ولتقومن الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه فلا يطعمها ولتقومن الساعة والرجل قد انصرف بلبن لقحته من تحتها فلا يشربه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( و ليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ) فإذا نفخ في الصور وقامت الساعة وميز الله بين أهل الجنة وأهل النار ولما يدخلوها بعد إذ يدعو الله عز وجل بالشمس والقمر فيجاء بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلزال وبلبال ترعد فرائصهما من هول ذلك اليوم ومخافة الرحمن حتى إذا كانا حيال العرش خرا لله ساجدين فيقولان إلهنا قد علمت طاعتنا ودؤوبنا في عبادتك وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا فلا تعذبنا بعبادة المشركين إيانا فإنا لم ندع إلى عبادتنا ولم نذهل عن عبادتك قال فيقول الرب تبارك وتعالى صدقتما وإني قضيت على نفسي أن أبدئ وأعيد وإني معيدكما فيما بدأتكما منه فارجعا إلى ما خلقتما منه قالا إلهنا ومم خلقتنا قال خلقتكما من نور عرشي فارجعا إليه قال فيلتمع من كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الابصار نورا فتختلط بنور العرش فذلك قوله عز وجل ( يبدئ ويعيد ) قال عكرمة فقمت مع النفر الذين حدثوا به حتى أتينا كعبا فأخبرناه بما كان من وجد ابن عباس من حديثه وما حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام كعب معنا حتى أتينا ابن عباس فقال قد بلغني ما كان من وجدك من حديثي وأستغفر الله وأتوب إليه وإني إنما حدثت عن كتاب دارس قد تداولته