الحسن النية وكان ملكه مائة واثنتي عشرة سنة فأما ابن الكلبي شام فإنه قال كان ملك ثمانين سنة * ثم ملكت خمانى بنت بهمن وكانوا ملكوها حبا لأبيها بهمن وشكرا لاحسانه ولكمال عقلها وبهائها وفروسيتها ونجدتها فيما ذكره بعض أهل الأخبار فكانت تلقب بشهرازاد وقال بعضهم انما ملكت خمانى بعد أبيها بهمن أنها حين حملت منه دارا الأكبر سألته أن يعقد التاج له في بطنها ويؤثره بالملك ففعل ذلك بهمن بدارا وعقد عليه التاج حملا في بطنها وساسان بن بهمن في ذلك الوقت رجل يتصنع للملك لا يشك فيه فلما رأى ساسان ما فعل أبو ه من ذلك لحق بأصطخر فتزهد وخرج من الحلية الأولى وتعبد فلحق برؤس الجبال يتعبد فيها واتخذ غنيمة فكان يتولى ما شيته بنفسه واستشنعت العامة ذلك من فعله وفظعت به وقالوا صار ساسان راعيا فكان ذلك سبب نسبة الناس إياه إلى الرعى وأم ساسان ابنة شالتيال بن يوحنا بن أوشيا بن أمون بن منشى بن حازقيا ابن أحاذ بن يوثام بن عوزيا بن يورام بن يوشافط بن أبيا بن رحبعم بن سليمان بن داود وقيل إن بهمن هلك وابنه دارا في بطن خمانى وانها ولدته بعد أشهر من ملكها وأنفت من إظهار ذلك فجعلته في تابوت وصيرت معه جوهرا نفيسا وأجرته في نهر الكر من إصطخر وقال بعضهم بل نهر بلخ وان التابوت صار إلى رجل طحان من أهل إصطخر كان له ولد صغير فهلك فلما وجده الرجل أتى به امرأته فسرت به لجماله ونفاسة ما وجد معه فحضنوه ثم أظهر أمر حين شب وأقرت خمانى بإساءتها إليه وتعريضها إياه للتلف فلما تكامل امتحن فوجد على غاية ما يكون عليه أبناء الملوك فحولت التاج عن رأسها إليه وتقلد أمر المملكة وتنقلت خمانى وصارت إلى فارس وبنت مدينة إصطخر وأغزت الروم جيشا بعد جيش وكانت قد أوتيت ظفرا فقمعت الأعداء وشغلتهم عن تطرف شئ من بلادها ونال رعيتها في ملكها رفاهة وخفضا وكانت خمانى حين أغزت أرض الروم سبى لها منها بشر كثير وحملوا إلى بلادها فأمرت من فيهم من بنائي الروم فبنوا لها في كل موضع من حين مدينة إصطخر بنيانا على بناء الروم منيفا معجبا أحد ذلك البنيان في مدينة