responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 391


وفقهاؤهم فيتعبدون في المساجد ويتدينون بعمارتها لغيري لطلب الدنيا بالدين ويتفقهون فيها لغير العلم ويتعلمون فيها لغير العمل وأما أولاد الأنبياء فمكثورون مقهورون مغترون يخوضون مع الخائضين فيتمنون على مثل نصرة آبائهم والكرامة التي أكرمتهم بها ويزعمون أن لا أحد أولى يذلك منهم منى بغير صدق ولا تفكر ولا تعبر ولا يذكرون كيف نصر آبائهم لي وكيف كان جدهم في أمري حين غير المغيرون وكيف بذلوا أنفسهم ودماءهم فصبروا وصدقوا حتى عز امرى وظهر ديني فتأنيت بهؤلاء القوم لعلهم يستجيبون فأطولت لهم وصفحت عنهم لعلهم يرجعون فأكثرت ومددت لهم في العمر لعلهم يتفكرون فأعذرت وفى كل ذلك أمطر عليهم السماء وأنبت لهم الأرض ألبسهم العافية أظهرهم على العدو فلا يزدادون الا طغيانا وبعدا منى فحتى متى هذا أبى يتمرسون أم إياي يخادعون فانى احلف بعزتي لأقيضن لهم فتنة يتحير فيها الحليم ويضل فيها رأى ذي الرأي وحكمة الحكيم ثم لأسلطن عليهم جبارا قاسيا عاتيا ألبسه الهيبة وأنزع من صدره الرأفة والزحمة والليان يتبعه عدد مثل سواد الليل المظلم له عساكر مثل قطع السحاب ومراكب أمثال العجاج كأن خفيق راياته طيران النسور وكأن حملة فرسانه كرير العقبان ثم أوحى الله عز وجل إلى أرميا إني مهلك بني إسرائيل بيافث ويافث أهل بابل فهم من ولد يافث بن نوح صلى الله عليه وسلم فلما سمع أرميا وحى ربه صاح وبكى وشق ثيابه ونبذ الرماد على رأسه فقال ملعون يوم ولدت فيه ويوم لقنت فيه التوراة ومن شر أيامى يوم ولدت فيه فما أبقيت آخر الأنبياء إلا لما هو شر على لو أراد بي خيرا ما جعلني آخر الأنبياء من بني إسرائيل فمن أجلى تصيبهم الشقوة والهلاك فلما سمع الله عز وجل تضرع الخضر وبكاءه وكيف يقول ناداه يا أرميا أشق عليك ما أوحيت لك قال نعم يا رب أهلكني قبل أن أرى في بني إسرائيل مالا أسر به فقال الله تعالى وعزتي وجلالي لا أهلك بيت المقدس وبنى إسرائيل حتى يكون الامر من قبلك في ذلك ففرح عند ذلك أرميا لما قال له ربه وطابت

391

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست