responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 368


بني إسرائيل وكان يعبد الأصنام حتى توفى ثم ملك ابنه أسا من بعده فلما ملكهم بعث فيهم مناديا ينادى ألا إن الكفر قد مات وأهله وعاش الايمان وأهله وانتكست الأصنام وعبادتها وظهرت طاعة الله وأعمالها فليس كافر من بني إسرائيل يطلع رأسه بعد اليوم بكفر في ولايتي ودهري الا أنى قاتله فان الطوفان لم يغرق الدنيا وأهلها ولم يخسف بالقرى ولم تمطر الحجارة والنار من السماء إلا بترك طاعة الله واظهار معصيته فمن أجل ذلك ينبغي لنا أن لا نقر لله معصية يعمل بها ولا نترك طاعة لله الا أظهرناها جهدنا حتى نطهر الأرض من نجسها وننقيها من دنسها ونجاهد من خالفنا في ذلك بالحرب والنفي من بلادنا فلما سمع ذلك قوم ضجوا وكرهوا فأتوا أم أسا الملك فشكوا إليها فعل ابنها بهم وبآلهتهم ودعاءه إياهم إلى مفارقة دينهم والدخول في عبادة ربهم فتحملت لهم أمه أن تكلمه وتصرفه إلى عبادة أصنام والده فبينا الملك قاعد وعنده أشراف قومه ورؤسهم وذوو طاعتهم إذ أقبلت أم الملك فقام لها الملك من مجلسه وأمرها أن تجلس فيه معرفة بحقها وتوقيرا لها فأبت عليه وقالت لست ابني إن لم تجبني إلى ما أدعوك إليه وتضع طاعتك في يدي حتى تفعل ما آمرك به وتجيبني إلى أمر إن أطعتني فيه رشدت وأخذت بحظك وان عصيتني فحظك بخست ونفسك ظلمت إنه بلغني يا بنى انك بدأت قومك بالعظيم دعوتهم إلى مخالفة دينهم والكفر بآلهتهم والتحويل عما كان عليه آباؤهم وأحدثت فيهم سنة وأظهرت فيهم بدعة أردت بذلك فيما زعمت تعظيما لو قارك ومعرفة بمكانك وتشديدا لسلطانك وفى التقصير يا بنى دخلت وبالشين أخذت ودعوت جميع الناس إلى حربك وانتدبت لقتالهم وحدك أردت بذلك أن تعيد الأحرار لك عبيدا والضعيف لك شديدا سفهت بذلك رأى العلماء وخالفت الحكماء واتبعت رأى السفهاء ولعمري ما حملك على ذلك يا بنى إلا كثرة طيشك وحداثة سنك وقلة علمك فان أنت رددت على كلامي ولم تعرف حقي فلست من نسل والدك ولا ينبغي الملك لمثلك يا بنى بأي شئ تدل على قومك لعلك أوتيت من الحروف مثل ما أوتى موسى إلى فرعون إن غرقه وأنجى قومه من الظلمة أو لعلك أوتيت

368

نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست