بين شعبتيها حيث كان يضعها ومحجتها بموضعه الذي كان لا ينكر منها شيئا ثم قيل ( أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) أي من غير برص وكان موسى عليه السلام رجلا آدم أقنى جعدا طوالا فادخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء مثل الثلج ثم ردها في جيبه فخرجت كما كانت على لونه ثم قال هذان برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون وأخي هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني أي يبين لهم عنى ما أكلمهم به فإنه يفهم عنى ما لا يفهمون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن أتبعكما الغالبون * رجع الحديث إلى حديث السدى فاقبل موسى إلى أهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم فأتاهم في ليلة كانوا يأكلون فيها الطفشيل فنزل في جانب الدار فجاء هارون فلما أبصر ضيفه سال عنه أمه فأخبرته أنه ضيف فدعاه فاكل معه فلما أن قعدا تحدثا فسأله هارون من أنت قال أنا موسى فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى يا هارون انطلق معي إلى فرعون إن الله قد أرسلنا إليه فقال هارون سمع وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت أنشد كما الله أن لا تذهبا إلى فرعون فيقتلكما فأبيا فانطلقا إليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب وقال فرعون من هذا الذي يضرب بابى في هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى إنا رسول رب العالمين ففزع البواب فاتى فرعون فأخبره فقال إن ههنا إنسانا مجنونا يزعم أنه رسول رب العالمين قال أدخله فدخل فقال إني رسول رب العالمين أن أرسل مع بني إسرائيل فعرفه فرعون فقال ( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ) معنا على ديننا هذا الذي تعيب ( قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما * والحكم النبوة وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها على أن عبد ت