وليس عنده موسى فلما جاء موسى قيل له إن فرعون قد ركب فركب في أثره فأدركه المقيل بأرض يقال له منف فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها وليس في طرقها أحد وهو قول الله عز وجل ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) يقول هذا من بني إسرائيل ( وهذا من عدوه ) يقول من القبط ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) خائفا أن يؤخذ ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ) يقول يستغيثه ( قال له موسى إنك لغوى مبين ) ثم أقبل لينصره فلما نظر إلى موسى قد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذي يقاتل الإسرائيلي قال الإسرائيلي وفرق من موسى أن يبطش به من أجل أنه أغلظ الكلام يا موسى ( أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) فتركه وذهب القبطي فأفشى عليه أن موسى هو الذي قتل الرجل فطلبه فرعون وقال خذوه فإنه صاحبنا وقال للذين يطلبونه اطلبوه في بنيات الطريق فإن موسى غلام لا يهتدى إلى الطريق وأخذ موسى في بنيات الطريق وجاءه الرجل وأخبره ( إن الملا يا تمرون بك ليقتلوك فاخرج ) ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) فلما أخذ موسى في بنيات الطريق فجاءه ملك على فرس بيده عنزة فلما رآه موسى سجد له من الفرق فقال لا تسجد لي ولكن اتبعني فاتبعه فهداه نحو مدين وقال موسى وهو متوجه نحو مدين ( عسى ربى أن يهديني سواء السبيل ) فانطلق به الملك حتى انتهى به إلى مدين * حدثني العباس بن الوليد قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا أصبغ بن زيد الجهني * قال حدثنا القاسم قال حدثني سعيد بن جبير قال قال ابن عباس تذاكر فرعون وجلساؤه وما وعد الله إبراهيم من أن يجعل في ذريته