نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 369
وضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنه ولا يسعنا فأمر له أن يعطى ثلاثمائة دينار وأن يرد إلى بلده ولم يمتحن أحدا بعدها ومقت ابن أبي دؤاد من يومئذ . والرجل المذكور هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأذرمي شيخ أبى داود والنسائي . قال ابن أبي الدنيا كان الواثق أبيض وتعلوه صفرة حسن اللحية في عيينة نكتة . قال يحيى بن أكثم ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير . وقال غيره كان الواثق وافر الأدب مليح الشعر وكان يحب خادما أهدى له من مصر فأغضبه الواثق يوما ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم والله إنه ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل فقال الواثق . يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا * ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا لولا الهوى لتجارينا على قدر * وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى ومن شعر الواثق في خادمه مهج يملك المهج * بسجي اللحظ والدعج حسن القدر مخطف * ذو دلال وذو غنج ليس للعين إن بدا * عنه باللحظ منعرج وقال الصولي كان الواثق يسمى المأمون الأصغر لأدبه وفضله وكان المأمون يعظمه ويقدمه على ولده وكان الواثق أعلم الناس بكل شيء وكان شاعرا وكان أعلم الخلفاء بالغناء .
369
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 369