responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بغية الطلب في تاريخ حلب نویسنده : عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم )    جلد : 1  صفحه : 179


فأما أهل هذه الثغور ومن كان يسكنها وأحوال البلاد ومقاديرها فإن طرسوس كانت أجلها مدينة وأكثرها أهلا وأغصها أسواقا وليس على وجه الأرض مدينة جليلة إلا ولبعض أهلها دار حبس عليها حبس نفيس وغلمان برسم تيك الدار بأحسن العدة وأكمل الآلة يقوم بهم الحبس الذي عليهم وكان أكثر ذلك لأهل بغداد فإنه كان لهم بها ولغيرهم من وجوه أهل البلدان وذوي اليسار منهم جلة الغلمان مقيمين عليهم الوقوف السنية والأرزاق الدارة ليس لهم عمل إلا ارتباط فرهة الخيل وتخريجها في الطراد والعمل عليها بسائر السلاح يعملون ذلك في صدور أيامهم ويتصرفون في أعجازها إلى منازل فياحة فيها البساتين والمياه الجارية والعيش الرغد وكان أهل البلد في نفوسهم على هذه الصفة من ركوب الخيل والعمل بالسلاح ليس فيهم من يعجز عن ذلك ولا يتخلف عنه حتى أن دور المتاجر الدنية والصنائع الوضيعة كانوا يلحقون بالطبقة العليا في الفروسية والشجاعة وارتباط الخيل واعداد السلاح وكانت غزواتهم تتصل ومن الغنائم والمقاسم لهم معيشة لا تنقطع فأما أهل البلد فكانوا من سائر أقطار الأرض بخلق حسن وألوان صافية وفيهم رقيق وأجسام عبلة والأغلب على ألوانهم البياض والحمرة والسمرة الصافية وكان في أكثرهم جفاء وغلظة على الغريب إلا من كان منهم قريب عهد بالغربة وكذلك الشح كان فيهم فاشيا إلا في الغريب وغلب على السوقة والمستخدمين قوم من الخوز وسفلة العجم ومن كانت فيه فسولة عن الحرفة وكسل عن طلب المعاش فأظهروا زهدا وورعا وأعلنوا بالنصب فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر

179

نام کتاب : بغية الطلب في تاريخ حلب نویسنده : عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم )    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست