responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 61


خبر أم معبد ولقى أيضا أوس بن حجر الأسلمي ، فحمله صلى الله عليه وسلم على جمل وبعث معه غلاما له يقال مسعود ( بن هنيدة ) [1] ليؤديه إلى المدينة . ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمتي أم معبد عاتكة بنت خالد بن خليف [2] بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو وهو أبو خزاعة ، فقال [3] عندها . وأراها الله تعالى من آيات نبوته في الشاة - وحلبها لبنا كثيرا وهي حائل [4] في سنة مجدبة - ما بهر عقلها . ويقال : إنها ذبحت لهم شاة وطبختها فأكلوا منها ، وسفرتهم منها بما وسعته سفرتهم [5] وبقي عندها أكثر لحمها .
وقالت أم معبد : لقد بقيت الشاة التي مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها إلى عام الرمادة - وهي سنة ثماني عشرة من الهجرة - وكنا نحلبها صبوحا [6] وغبوقا ، وما في الأرض قليل ولا كثير [7] .



[1] زيادة من ( ابن هشام ) ج 2 ص 98 .
[2] في ( خ ) " خفيف " ، وذكر ابن حجر في ترجمة أخيها " حبيش " رقم 1603 ج 2 ص 210 " ابن خالد بن سعد منقذ بن ربيعة " .
[3] من القيلولة ، وهي النوم نصف النهار .
[4] في " حافل " وهو خطأ ، والحائل التي لم تحمل سنتين فجف لبنها .
[5] السفرة : طعام يصنع للمسافر وما يحمل فيه هذا الطعام ( المعجم الوسيط ) ج 1 ص 433 .
[6] الصبوح : شراب الصباح ( المعجم الوسيط ) ج 1 ص 505 . والغبوق : ما يشرب بالعشي وما يحلب بالعشي ( المرجع السابق ) ج 2 ص 643 .
[7] وذكر أبو نعيم في ( دلائل النبوة ) ج 2 ص 337 ، حديث رقم 238 : حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا على بن عبد العزيز ، وحدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني ، ومحمد بن موسى الحلواني ، وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي ، قال : حدثني أبي محرز بن مهدي ، عن هشام عن أبيه هشام ، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة ، خرج منها مهاجرا هو وأبو بكر ، ومولى أبي بكر عامر ابن فهيرة ، ودليلهم الليثي عبد الله بن أريقط ، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية ، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ، ثم تسقي وتطعم ، فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، وكان القوم مرملين مسنتين ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة ، فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم ، قال : بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك ، قال : أفتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت : بأبي أنت وأمي ، نعم ، إن رأيت بها حلبا فاحلبها . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها بيده ، وسمى الله عز وجل ، ودعا لها في شاتها ، فتفاجت عليه ، ودرت ، واجترت ، فدعا بإناء يريض الرهط ، فحلب فيها ثجا ، حتى علاه البهاء ، ثم سقاها حتى رويت ، وسقي أصحابه حتى رووا ، ثم شرب آخرهم صلى الله عليه وسلم ثم أراضو . ثم حلب ثانيا بعد بدء ، حتى ملأ الإناء ، ثم غادره عندها وبايعها ، ثم ارتحلوا عنها ، فقال : ما لبثت إذ جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزلا ، مخهن قليل ، فلم رأى أبو معبد اللبن عجب وقال : من أين لك هذا ؟ والشاة عازب حائل ، ولا حلوبة في البيت ، قالت : لا والله ، إلا أنه مر بنا رجل مبارك ، من حاله كذا وكذا ، فقال : صفيه لي يا أم معبد ، قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ، ولم تزر به صعلة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره عطف ، وفي صوته صهل ، وفي عنقه سطح ، وفي لحيته كثافة ، أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحلاه وأحسنه من قريب ، حلو المنطق ، فصل لا نذر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم تحدرن ، ربعة ، لا بائن من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين ، هو أنظر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا ، له رفقاء يحفون به ، إن قال أنصتوا لقوله : وإن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا معتد . قال أبو معبد : هو الله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ، ولقد هممت أن أصحبه ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا . فأصبح صوت بمكة عاليا ، يسمعون ولا يدرون من صاحبه : جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلا بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسي رفيق محمد فيال قصي ما زوى الله عنهم * به من فعال لا تجازي وسؤدد ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه صريحا صرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب * يردد في مصدر ثم مورد فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري الهاتف ، شب يجاوب الهاتف وهو يقول : لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليه ويغتدي ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد هداهم بعد الضلالة ربهم * فأرشدهم ، ومن يتبع الحق يرشد وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا * عمايتهم ، هاد به كل مهتدي وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبي يرى ما يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته ، من يسعد الله يسعد ليهن بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد والأبيات باختلاف يسير في ( ديوان حسان ) ص 376 - 377 . قال أبو أحمد بن بشر بن محمد : حدثنا عبد بن وهب قال : بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت ولحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورواه أبو أمية محمد بن إبراهيم بن بشر بن محمد مثله : شرح غربت هذا الحديث : البرزة من النساء : الجلدة ، تظهر للناس ويجلس إليها القوم . مرملين مسنتين : المرمل : الذي قد نفد زاده ، والمسنتين : هم الذين أصابتهم السنة ، وهي المجاعة . قال أبو عبيد : إذا قال : يال فلان : فذلك في الاستغاثة بالفتح ، ويال المسلمين ، وإذا أراد التعجب والنداء قال : يال فلان بالكسرة . كسر الخيمة : هو مؤخرها ، وفيه لغتان : كسر وكسر ، وقال بعضهم : الكسر هو في المقدمة الخيمة . فتفاجت عليه : فرجت رجليها كما تفعل التي تحلب . بريض الرهط : أي ينهنههم مما يجتريهم لكثرته إذا شربوه . فحلب فيها ثجا : يعني سيلا ، وكذلك كل سيل ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الحج فقال : العج والثج ، فالعج : رفع الصوت بالتلبية ، والثج سيل دماء الهدي . أراضو : أصل هذا في صب اللبن على اللبن ، والمعنى : شرب لبن صب على لبن . غادره عندها : تركه . يسوق أعنزا تساوكن هزلا : التساوك المشي الضعيف . والشاة عازب : يعني قد عزبن عن البيت فخرجن إلى المرعى : الحيل : التي ليست بحوامل ، جمع حائل . ظاهر الوضاءة : يعني الجمال ، والوضئ : الجميل . والمتبلح الوجه : الذي فيه إضاءة ونور . لم تعبه ثجلة : معناه عظم البطن ، تقول : فليس هو كذلك . لم تزر به صعلة : تريد صغر الرأس ، يقال : رجل صعل . وسيم قسيم : كلاهما هو الجمال . في عينيه دعج : هو سواد الحدقة ، يقال : رجل أدعج وامرأة دعجاء . في أشفاره عطف : وكذلك كل مستطيل مسترسل . في صوته صهل : وهو شبيه بالبحح ، وليس بالشديد منه ، ولكنه حسن ، وبذلك توصف الظباء . في عنقه سطع : هو الطول ، يقال منه : رجل أسطع وامرأة سطعاء ، وهذا مما يمدح به الناس . والأزج : هو المقوس الحاجبين ، وأما الأقرن : فهو الذي التقى حاجباه بين عينيه . منطقه لا نزر ولا هذر : فالنزر : القليل ، والهذر : الكثير ، تقول قصد بين ذلك . لا تقتحمه عين من قصر : تقول : لا تزدريه فتنبذه ، ولكن تقبله وتهابه . محفود محشود : فالمحفود : المخدوم ، قال تعالى : ( بنين وحفدة ) ، ومحشود : هو الذي قد حشده أصحابه ، وحفوا حوله ، وأطافوا به صلى الله عليه وسلم . وهذا الحديث أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) 3 / 9 ، من طريق كلها عن حزام بن هشام بسنده وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ثم ذكر ما يستدل به على صحته وصدق رواته .

61

نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست