responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 377


( من هؤلاء ؟ قال : بنو أشجع . قال ) [1] : هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد !
فال العباس : أدخل الله قلوبهم الإسلام ، فهذا من فضل الله .
كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طلعت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء ، طلع سواد وغبرة من سنابك الخيل ، ومر الناس حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء بين أبي بكر [2]



[1] زيادة للسياق .
[2] هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، وفي " مرة " يلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . واسم أمه : أم الخير ، سلمي بنت صخر بن عامر ، ماتت مسلمة . وفي تسميته بعتيق ثلاثة أقوال : أحدهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه فقال : هذا عتيق من النار . والثاني أنه اسم سمته به أمه . الثالث : أنه سمي به لجمال وجهه . وكان رضي الله عنه أبيض نحيفا ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبه بالحناء والكتم . وكان أول من آمن من الرجال . وعن عائشة قالت : ما أسلم أحد من المهاجرين إلا أبو بكر . وجاء أنه اتجر إلى بصري غير مرة ، وأنه أنفق أمواله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافينناه ، ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن صاحبكم خليل الله " . قال حسان بن ثابت ، وابن عباس ، وأسماء بنت أبي بكر ، وإبراهيم النخعي : أول من أسلم أبو بكر . وكان له من الولد : عبد الله ، وأسماء ذات النطاقين وأمهما قتيلة . وعبد الرحمن وعائشة ، أمهما أم رومان . ومحمد ، أمه أسماء بنت عميس . وأم كلثوم ، أمها حبيبة بنت خارجة بن زيد ، وكان أبو بكر لما هاجر إلى المدينة نزل على " خارجة " فتزوج ابنته . فأما عبد الله : فإنه شهد الطائف . وأما أسماء : فتزوجها الزبير فولدت له عدة ثم طلقها ، فكانت مع ابنها عبد الله إلى أن قتل . وعاشت مائة سنة . وأما عبد الرحمن : فشهد يوم بدر مع المشركين ثم أسلم . وأما محمد : فكان من نساك قريش ، إلا أنه أعان على عثمان يوم الدار ، ثم ولاه علي ابن أبي طالب مصر ، فقتله هناك صاحب معاوية ، وأما أم كلثوم : فتزوجها طلحة بن عبد الله رضي الله عنه . عن أسماء بنت أبي بكر قالت : جاء الصريخ إلى أبي بكر ، فقيل : له : أدرك صاحبك ، فخرج من عندنا وإن له غدائر ، فدخل المسجد وهو يقول : ويلكم ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) ( 28 / غافر ) قال : فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا إلى أبي بكر ، فرجع إلينا أبو بكر ، فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه ، وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام . ( الغدائر ) : الضفائر ، ذكر أهل العلم بالتواريخ والسير ، أن أبا بكر شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وجميع المشاهد ، ولم يفته منها مشهد ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس ، ودفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك ، وأنه كان يملك يوم أسلم أربعين ألف درهم ، فكان يعتق منها ويقوي المسلمين ، وهو أول من جمع القرآن ، وتنزه عن شرب المسكر في الجاهلية والإسلام ، وهو أول من قاء تحرجا من الشبهات . وذكر محمد بن إسحاق أنه أسلم على يده من العشرة خمسة : عثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم . عن أبي سعيد قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله عز وجل خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عنده " . فبكي أبو بكر رحمة الله عليه ، فعجبنا من بكائه أن أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي عز وجل لاتخذت أبا بكر ، لكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر ، أخرجاه في الصحيحين ، البخاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر " ، ومسلم في باب من فضائل أبي بكر الصديق . وعن الحسن قال : قال علي عليه السلام : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم أبا بكر في الصلاة ، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، فقدمنا أبا بكر . وقالت عائشة : لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال وقال : قد كنت أتجر فيه وألتمس به ، فلما وليتهم شغلوني . وأخرج ابن سعد نحوه من طريق الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : لما ولي أبو بكر قال : قد علم قومي أن حرفتي لم تكن لتعجز عن مؤنة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين ، وسأحترف للمسلمين في مالهم ، وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال . وعن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : " أما بعد أيها الناس ، قد وليت أمركم ولست بخيركم ، ولكن قد نزل القرآن ، وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا ، إعلموا أن أكيس الكيس التقوى ، وأن أحمق الحمق الفجور ، إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه ، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق ، أيها الناس ، إنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن زغت فقوموني . وعن عائشة قالت : لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال : انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة ، فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي ، فنظرنا فإذا عبد نوبي ( نسبة إلى بلاد النوبة جنوبي مصر ) كان يحمل صبيانه ، وإذا ناضح ( بعير يستقي عليه ) كان يسقي بستانا له ، فبعثنا بهما إلى عمر . قالت : فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال : رحمة الله على أبي بكر ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا . روى أبو بكر رضي الله عنه مائة حديث واثنين وأربعين حديثا . وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ، لثمان ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين ، وأوصي أن تغسله أسماء زوجته ، فغسلته ، وأن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه عمر بين القبر والمنبر ، ونزل في حفرته ابنه عبد الرحمن ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة بن عبيد الله . رحمه الله ورضي عنه ، وحشرنا في زمرته ، وأماتنا على سنته ومحبته . * ( طبقات ابن سعد ) : 3 / 169 - 213 ، ( تاريخ الطبري ) : 2 / 314 ، ( المعارف ) : 167 - 178 ، ( تاريخ الإسلام ) 3 / 105 - 122 ، ( صفة الصفوة ) : 1 / 123 - 139 ، ( معجم البلدان ) : 5 / 356 - 357 ، ( لسان العرب ) : 2 / 619 ( مادة نضح ) ، 5 / 11 ( مادة غدر ) ، ( مسلم بشرح النووي ) : 15 / 158 كتاب ( 44 ) باب ( 1 ) حديث رقم ( 2 ) ، ( صحيح سنن الترمذي ) : 3 / 200 باب ( 52 / 33 ) حديث رقم ( 2894 ) ، ( صحيح ابن ماجة ) : 1 / 22 باب ( 11 ) حديث رقم ( 77 ) ، ( السلسلة الصحيحة ) : حديث رقم ( 278 ) ، ( شذرات الذهب ) : 1 / 24 ، ( تاريخ الخلفاء ) : 21 - 85 ، ( العقد الفريد ) : 3 / 90 - 91 ، 176 ، ( تلقيح الفهوم ) : 104 - 106 ، ( أسماء الصحابة الرواة ) : 57 .

377

نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست