responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 3


بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، وصلى الله على نبينا محمد الذي من به على عباده المؤمنين ، إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، وأرسله بالشرع العام ، إلى جميع الأنام ليكون رحمة للعالمين ، ونجاة لمن اتبعه من خزي الدنيا وليكون في الآخرة من الفائزين ، فبلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وأعد لجهاد أعداء الله تعالى الأسلحة والعتاد ، وارتبط في سبيل الله عز وجل المسومة الجياد ، لمحاربة من حاد الله ورسوله بنفسه تارة ، وندب لهم آونة من صحابته من رضيه لذلك واختاره ، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .
اللهم صل عليه من نبي كان يأكل الطيبات من الطعام ، وينكح المبرءات من العيوب والآثام ، ويستخدم الموالي من الأرقاء والأحرار ، ويصرفهم في مهنته ومهماته الجليلات الأقدار ، ويركب البغلة الراتعة ويلبس الحبرة والقباء [1] ، ويمشي منتعلا وحافيا من مسجده إلى نحو قباء [2] ، ويدخر لأهله مما أفاء الله عليه أقوات سنة كاملة ، ويجعلها تحت أيديهم محرزة حاصلة ، ويؤثر بقوته وثوبه أهل الحاجة والمساكين ، ثقة منه بخير الرازقين ، اللهم وابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون ، وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومتبعيه إلى يوم الدين يا رب العالمين .
وبعد ، فغير جميل بمن تصدر للتدريس والإفتاء ، وجلس للحكم بين الناس وفصل القضاء ، أن يجهل من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبه وجميل سيرته ورفيع منصبه ، وما كان له من الأمور الذاتية والعرضية ما لا غنى [3] لمن صدقه وآمن به عن معرفته ، ولا بد لكل من اتسم بالعلم من درايته ، فقد أدركنا وعاصرنا وصحبنا ورأينا كثيرا منهم ( وهم ) [4] عن هذا النبأ العظيم معرضون ، ولهذا النوع الشريف من العلم تاركون ، وبه جاهلون ، فجمعت في هذا المختصر من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة أرجو أن تكون إن شاء الله كافية ، ولمن وفقه - سبحانه - من



[1] الحبرة : برد يمان ، مخطط . والقباء : ثوب يلبس فوق الثياب أو القميص ويتمنطق عليه .
[2] قباء : هي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة . ( معجم البلدان ، ج 4 ص 342 ) .
[3] في ( خ ) غنا . . بالألف .
[4] زيادة يقتضيها السياق .

3

نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست