responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 294


مقالة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح وقال عمر ورجال معه : يا رسول الله ! ألم تكن حدثتنا أنك تدخل المسجد الحرام ، وتأخذ مفتاح الكعبة ، وتعرف مع المعرفين ؟ وهدينا لم يصل إلى البيت ولا نحن ! فقال : قلت لكم في سفركم هذا ؟ قال عمر : لا . فقال صلى الله عليه وسلم : أما إنكم ستدخلونه ، وآخذ مفتاح الكعبة ، وأحلق رأسي ورؤوسكم ببطن مكة ، وأعرف مع المعرفين ، ثم أقبل على عمر رضي الله عنه وقال : أنسيتم يوم أحد ، إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ، وأنا أدعوكم في أخراكم ؟ أنسيتم يوم الأحزاب ، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ؟ أنسيتم يوم كذا ؟ أنسيتم يوم كذا ؟ والمسلمون يقولون : صدق الله ورسوله ، يا نبي الله ! ما فكرنا فيما فكرت فيه ، ولأنت أعلم بالله وبأمره منا .
فلما دخل صلى الله عليه وسلم عام القضية [1] وحلق رأسه قال : هذا الذي وعدتكم . فلما كان يوم الفتح ، أخذ المفتاح وقال : ادعوا إلي عمر بن الخطاب ! فقال : هذا الذي قلت لكم . فلما كان في حجة الوداع وقف بعرفة فقال : أي عمر ! هذا الذي قلت لكم . قال : أي رسول الله ! ما كان فتح في الإسلام أعظم من صلح الحديبية .
فتح الحديبية وخبر أبي بكر وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول : ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية ، ولكن الناس يومئذ قصر رأيهم عما كان بين محمد وربه ، والعباد يعجلون ، والله لا يعجل كعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد . لقد نظرت إلى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائما عند النحر يقرب إلى رسول الله بدنة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينحرها بيده ! ودعا الحلاق فحلق رأسه ، فأنظر إلى سهيل يلقط من شعره ، وأراه يضعه على عينيه ! وأذكر إباءه أن يقر يوم الحديبية بأن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ! وإباءه أن يكتب أن محمدا رسول الله ! فحمدت الله الذي هداه للإسلام ، فصلوات الله وبركاته على نبي الرحمة الذي هدانا به ، وأنقذنا به من الهلكة .



[1] في عمرة القضية : وسيأتي ذكرها بعد غزوة وادي القرى .

294

نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست