نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 243
باللات والعزى ، لقد سرت إليك في جمعنا وإنا نريد ألا نعود [1] أبدا حتى نستأصلكم [2] ، فرأيتك قد كرهت لقاءنا ، وجعلت مضايق وخنادق ، فليت شعري من علمك هذا ؟ فإن نرجع عنك فلكم منا يوم كيوم أحد " وبعث به مع أبي أسامة الجشمي ، فقرأه أبي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبته ، وكتب إليه : " من محمد رسول الله إلى أبي سفيان بن حرب . أما بعد ، فقديما غرك بالله الغرور . أما ما ذكرت - أنك سرت إلينا في جمعكم ، وأنك لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا - فذلك أمر يحول الله بينك وبينه ، ويجعل لنا العاقبة حتى لا تذكر اللات والعزى . وأما قولك : من علمك الذي صنعنا من الخندق ؟ فإن الله ألهمني لما أراد من غيظك وغيظ أصحابك ، وليأتين عليك يوم تدافعني بالراح ، وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وإساف ونائلة وهبل ، حتى أذكرك ذلك . ويقال : كان في كتاب أبي سفيان : " ولقد علمت أني لقيت أصحابك ناجيا [3] وأنا في عير لقريش فما خص أصحابك منا شعره ، ورضوا منا بمدافعتنا بالراح ، ثم أقبلت في عير قريش حتى لقيت قومي - فلم تلقنا - فأوقعت بقومي ولم أشهدها من وقعة ، ثم غزوتكم في عقر داركم ، فقتلت وحرقت ( يعني غزوة السويق ) . ثم غزوتك في جمعنا يوم أحد ، فكانت وقعتنا فيكم مثل وقعتكم بنا ببدر . ثم سرنا إليكم في جمعنا ومن تألب إلينا يوم الخندق ، فلزمتم الصياصي وخندقتم الخنادق " . ما نزل من القرآن في شأن الخندق وأنزل الله تعالى - في شأن الخندق يذكر نعمته وكفايته عدوهم ، بعد سوء الظن منهم ، ومقالة من تكلم بالنفاق - قوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ) [4] .
[1] في ( خ ) " ألا نعود إليك " وهي رواية ( الواقدي ) ج 2 ص 492 وما أثبتناه من ( ط ) . [2] في ( خ ) " نستأصلهم " وفي ( الواقدي ) " نستأصلك " ) . [3] في ( خ ) " بأسا " . [4] الآيات من 1 إلى 27 / الأحزاب ، " لم تروها ، الآيات " .
243
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 243