من الإسكندرية قالوا أين ننزل قالوا الفسطاط يعنون فسطاط عمرو الذي خلفه بمصر مضروبا لأجل اليمامة فغلب عليه ذلك وكان موضع الفسطاط المذكور موضع الدار التي تعرف اليوم بدار الحصار عند دار عمرو الصغيرة بمصر وقال الشريف محمد بن سعد الجواني كان فسطاطه عمرو عند درب حمام شمول بخط الجامع اه ولما رجع عمرو من الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين أو غيرها نزل موضع فسطاطة وتنافست القبائل بعضها مع بعض في المواضع فولى عمرو بن العاص معاوية بن حديج التجيبي وشريك بن سمى الغطيفي وعمرو بن قحزم الخولاني وحيويل بن ناشرة المعافري على الخطط وكانوا هم الذين نزلوا الناس وفصلوا بين القبائل وذلك في سنة إحدى وعشرين من الهجرة واستمر عمرو على عمله بمصر وشرع في بناء جامعه بمصر إلى أن عزله عثمان عن ولاية مصر في سنة خمس وعشرين بعبد الله بن سعد بن أبي سرح بعد أن انتقض صلح أهل الإسكندرية وغزاة عمرو في السنة المذكورة وسبب ذلك أن ملك الروم بعث إليهم منويل الخصي في مراكب من البحر فطمعوا في النصرة ونقضوا دينهم فغزاهم عمرو في ربيع الأول سنة خمس وعشرين