البيت وقال [1] : لقد رضيت أن يكون هذا الشباب والجمال عند شيخ كبير ، 175 / فلو سألته الفرقة لتزوجتك ، وكان هشام رجلا / جميلا مكثرا ، قال : فرجعت إلى ابن جدعان فقالت : إني امرأة شابة وأنت شيخ كبير ، فقال لها : ما بدا لك في هذا ؟ أما ! إني قد أخبرت أن هشاما كلمك وأنت تطوفين بالبيت وإني أعطي الله عهدا ألا أفارقك حتى تحلفي ألا تزوجي هشاما ، فيوم تفعلين ذلك فعليك أن تطوفي بالبيت عريانة وأن تنحري كذا وكذا [2] بدنة وأن تغزلي [3] وبرا بين الأخشبين [4] من مكة وأنت من الحمس [5] ولا يحل لك أن تغزلي الوبر ، قال الهيثم : والحمس [6] قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدت قريش من أفناء العرب ، فأرسلت إلى هشام تخبره بالذي أخذ عليها ، فأرسل إليها : أما ما ذكرت من طوافك بالبيت عريانة فاني أسال قريشا أن يخلوا لك المسجد فتطوفي قبل الفجر بسدفة [7] من الليل فلا يراك أحد ، وأما الإبل التي تنحرينها [8] فلك الله أن أنحرها عنك ، وأما ما ذكرت من غزل الوبر فإنه دين [9] وضعه نفر من قريش ليس دينا جاءت به نبوة ، فقالت لعبد الله بن جدعان : نعم لك أن أصنع [10] ما قلت وأخذت [11] على إن تزوجت هشاما ، فطلقها فتزوجت هشاما ، فكلم هشام قريشا ، وسألهم أن يخلوا [12] لها المسجد
[1] في الأصل : فقال . [2] في الأصل : كذا كذا . [3] في الأصل : تعزلي - بالعين المهملة . [4] الأخشبان جبلان يطيفان مكة اسمهما أبو قبيس كزبير وقعيقعان بضم القاف وفتح العين وكسر القاف وكسر القاف الثانية . [5] الحمس كخمس لقب قريش كانوا ألزموا أنفسهم أشياء منها أن لا يغزلوا الوبر . [6] في الأصل : الحميس . [7] السدفة بفتح السين وكسرها : الظلمة . [8] في الأصل : تنجرينها - بالجيم . [9] في الأصل : هذا دين . [10] في الأصل : اضع . [11] في الأصل : اخدت - بالدال . [12] في الأصل : تحلوا .