فما بال وجهك أصفر ؟ ثم لقي جميلا فقال له مثل ذلك ، ثم لقي مالكا [1] فقال له مثل ذلك ثم لقي المغيرة فقال له مثل ذلك ، فرجع إلى منزله ، قال : أي بني الخيبة أنا شاك ولا تعلمونني اطرحوا علي الثياب فإني وجع وابعثوا إلى الطبيب ليعالجني ، فتمارض وعاده أصحابه فجعل لا يتكلم [2] ، فقال أهله : وخبرتمونا [3] هو والله لما به ، فأقبل شراعة [4] بن عبيد بن الزندبوذ الفارسي وكانت فيه مجانة فارس وكان مولى لبني تيم الله بن ثعلبة ، وكان أملح أهل الكوفة ، فاستأذن عليه فقال أهله : لإن لم يتكلم إذا رأى شراعة إنه للموت ، ومعه صاحب له فكلمه فلم يجبه ، فمس عرقه [5] لم ير شيئا ولم ير على وجهه أثر لعلة ، فنظر شراعة إلى صاحبه فقال : كنا أمس بالحيرة فأخذنا الخمر ثلاثين قنينة [6] بدرهم والخمر يومئذ ثلاثة قناني بدرهم ، فرفع الأحوص رأسه وقال : 318 / الكاذب في حر أمه [7] أيرى ، واستوى جالسا / فنثر أهله على شراعة السكر ، فقال شراعة : اجلس لا جلست ولا أفلحت وهات شرابك ، فجاء به فشربا يومهما . أسماء من حد من قريش حد رسول الله صلى الله عليه مسطح [8] بن أثاثه [9] بن عباد بن المطلب بن عبد مناف وهو ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قذفه عائشة رضي الله عنها بالإفك ، وحد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سليطا [10] بن عمرو بن
[1] في الأصل : ملك . [2] في الأصل : بيكلم - بالباء الموحدة والياء المثناة . [3] في الأصل : وجر عوما - كذا ولعل الصواب ما أثبتناه . ( مدير ) . [4] شراعة بضم الشين وتشديد الراء المفتوحة . [5] العرق بكسر العين : الجسد . [6] في الأصل : قينا ، والقنينة بكسر القاف وتشديد النون المكسورة : إناء من زجاج يجعل فيه الشراب ، والجمع قناني وقنان . [7] في الأصل : حرامه . [8] مسطح بكسر الميم وفتح الطاء . [9] أثاثة بضم الهمزة . [10] سليط كحبيب .