نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 413
فلما قدم عليه ادعى النبوة وأراده على قبول دينه فامتنع من ذلك ثم صدقه ، وقبل ما دعاه إليه ، وأتاه به من كتاب ادعاه وحيا ، فكتب في جلد اثني عشر ألف بقرة حفرا في الجلود ، ونقشا بالذهب ، وصيّر بشتاسب ذلك في موضع من إصطخر ، ووكل به الهرابذة ، ومنع تعليمه العامة ، وألزم رعيته بقبول قول زرادشت ، وقتل منهم مقتلة عظيمة حتى قبلوا ذلك ودانوا به ، وبنى بالهند بيوت النيران ، وتنسك وتعبد . وقال عمرو بن بحر الجاحظ : جاء زرادشت من بلخ ، وهو صاحب المجوس ، وادعى أن الوحي نزل عليه على جبل سيلان ، فدعى [ أهل ] [1] تلك النواحي الباردة الذين لا يعرفون إلا البرد ، وجعل الوعيد يضاعف البرد ، وأقر بأنه لم يبعث إلا إلى أهل الجبال فقط ، وشرع لأصحابه التوضؤ بالأبوال ، وغشيان الأمهات ، وتعظيم النيران مع أمور سمجة . قال : ومن قول زرادشت : كان الله وحده ولا شيء معه ، فلما طالت وحدته فكر فتولد من فكره إبليس ، فلما مثل بين يديه أراد قتله فامتنع منه ، فلما رأى امتناعه وادعه إلى مدة ، وسالمه إلى غاية . وما زال مذهب زرادشت معمولا به إلى زمان كسرى أنوشروان ، فإنه هو الَّذي منع من أتباع ملة زرادشت ، وقد ذكرنا أنه كان للمجوس نبي وكتاب إلا أنه لا يتحقق متى كان ذلك . وقد أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، قال : أخبرنا علي بن منصور بن علان ( ح ) . وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن الرازيّ ، قالت : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، قالا : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ ، قال : أخبرنا أبو العباس الأصم ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا الشافعيّ ، قال : حدثنا سفيان ، عن سعيد بن المرزبان ، عن نصر بن عاصم ، قال : قال فروة بن نوفل : على ما تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب ، فقام إليه المستورد فأخذ