نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 411
إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)
[ القول الثاني ] إن أرمياء لبث في موته إلى أن هلك نصر ، وكان قد عاش ثلاثمائة سنة ، وهلك ببعوضة دخلت في رأسه ، وهلك الملك الَّذي فوقه ، وهو لهراسب ، وكان ملكه مائة وعشرين سنة . وملك بعده ابنه بشاسب ، فبلغه عن بلاد الشام ، خراب وإن السباع قد كثرت في بلاد فلسطين فلم يبق فيها من الإنس أحد ، فنادى في أرض بابل في بني إسرائيل : من شاء أن يرجع إلى الشام فليرجع ، وملك عليهم رجلا من آل داود ، وأمره أن يعمر بيت المقدس ويبني مسجدها ، فرجعوا فعمروها ، ورد الله الروح إلى أرمياء عليه السلام . [ القول الثالث ] وعلى هذا أكثر العلماء ، وهو عزير بن شرويق بن عزيا بن أيوب بن زرحيا بن عزي من ولد هارون . أخبرنا أبو الحصين ، قال : أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعيّ ، قال : حدثنا أبو يعقوب الحربي ، قال : حدثنا أبو حذيفة النهدي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن ناجية بن كعب : * ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ 2 : 259 ) * [1] قال : هو عزير . قال علماء السير : لما قال عزيز : * ( أَنَّى يُحْيِي هذِه الله بَعْدَ مَوْتِها 2 : 259 ) * ، أماته الله مائة عام ، وأول ما خلق منه عيناه ، فجعل ينظر إلى عظامه ينضم بعضها إلى بعض ، ثم كسيت لحما ونفخ فيه الروح . قال ابن عباس : مات وهو ابن أربعين سنة ، وابنه ابن عشرين سنة . ثم بعث وهو ابن أربعين ومائة ، وابنه ابن مائة وعشرين ، فأقبل حتى أتى قومه في بيت المقدس ، فقال : أنا عزير ، فقالوا : حدثنا آباؤنا أن عزير مات ، فقال : أنا هو ، أرسلني الله إليكم أجدد لكم توراتكم ، وكانت قد ذهبت فليس أحد يقرأها ، فأملاها عليهم .