نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 41
إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)
أساسيا له ، حيث أولاه ثقة كبيرة ، ولم يبتعد عنه إلا من حيث عدم مسايرته في الحرص على سند الرواية ، وكان الطبري في كتابه « تاريخ الرسل والملوك » مصدر المنتظم من الخليقة ، وسايره وفق العصور التاريخية التالية ، فقد كان تعويله عليه كليا ، وبخاصة الحوادث السياسية ، مكتفيا بذكر الرواية التي يعتبرها أسلم أو أصح من غيرها عند تعدد الروايات للحدث الواحد . وبما أن الطبري يهتم بحوادث العراق والمشرق الإسلامي أكثر من غيرهما ، فإن ابن الجوزي يركز بدوره على هاتين المنطقتين أكثر من غيرهما [1] . وكان ابن الجوزي قد استقى نصوصا من موارد الطبري كأبي مخنف لوط بن يحيى ، وسيف بن عمر ، وهشام الكلبي ، ومحمد بن عمر الواقدي ، والهيثم بن عدي ، وعلي بن محمد المدائني ، وغيرهم . وكانت بعض النصوص متطابقة مع الطبري ، وحيث ابن ابن الجوزي لم يذكر أنه نقل مباشرة عن أي واحد من هؤلاء فإن اعتماده على الطبري في نقله عنهم قد يبدو محتملا ، إلا أن هذا الاحتمال لا ينفي احتمالا آخر هو أن كتب هؤلاء لم تكن قد ضاعت عند تدوين المنتظم ، وأن نقله عنها كان مباشرا [2] . ولا يقل « تاريخ بغداد » للخطيب البغدادي أهمية في تراجم المنتظم عن الطبري في حوادثه ، فابن الجوزي قد أعتمده كثيرا ، واعتمد على موارده أيضا ، وإن لم يشر إليه في كثير من الأحيان ، فهو حتى عام 458 ه يستظل بالخطيب البغدادي ، سواء بالنقل الحرفي منه أو باختزال السند والمتن أو أحدهما ، ولكنه في بعض الأحيان كان ناقدا لاذعا ومجرحا عنيفا للخطيب البغدادي [3] . أما بالنسبة للحديث النبوي فقد اعتمد على الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما ، فهو في أكثر الأحيان يعتمدهما معا ، وفي أحيان أخرى يعتمد على أحدهما ، وأحيانا عليهما أو على أحدهما بمعيّة الإمام أحمد في « المسند » [4] .
[1] انظر : الدكتور حسن عيسى علي الحكيم : كتاب المنتظم ، دراسة في منهجه وموارده وأهميته ، ص 13 . [2] انظر المصدر السابق ، ص 13 ، 14 . [3] المصدر السابق ، ص 14 . [4] المصدر السابق ، ص 14 .
41
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 41