responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 402


الله في الدنيا والآخرة . قالت : فإنّي سأكتمه عليك ، قال : فإنّي لا أريد النساء .
فأقامت معه سنة ، ثم إن أباه أنكر ذلك ، فسأله فقال : يا أبه ما طال ذلك بعد ، فدعى امرأته فسألها ، فقالت مثل ذلك ، ففرق بينهما وزوّجه امرأة في بيت أشرافهم فأدخلت عليه فاستكتمها أمره ، فلما مضت سنة سأله أبوه مثل ما سأل ، فقال : ما طال ذلك ، فسأل المرأة فقالت : كيف تحمل امرأة من غير زوج ما مسني ؟ فغضب أبوه ، فهرب منه .
فبعثه الله نبيا مع « ناشية » ، و « ناشية » ملك . وذلك حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل وعملوا بالمعاصي ، وقتلوا الأنبياء ، وأوحى إليه : إني مهلك بني إسرائيل ومنتقم منهم ، فقم على صخرة بيت المقدس يأتيك أمري ، فقام وجعل الرماد على رأسه وخرّ ساجدا ، وقال : يا رب ، وددت أن أمي لم تلدني حين جعلتني آخر أنبياء بني إسرائيل ، فيكون خراب بيت المقدس وبوار بني إسرائيل من أجلي ، فقيل له : ارفع رأسك ، فرفع رأسه وبكى ثم قال : يا رب من تسلط عليهم ؟ قال : عبدة النيران لا يخافون عذابي ولا يرجون ثوابي ، قم يا أرميا فاستمع حتى أخبرك خبرك وخبر بني إسرائيل : من قبل أن أصورك قد نبيتك ، من قبل أن أخرجك من بطن أمك طهرتك ، ومن [ قبل ] [1] أن تبلغ الأشد اخترتك ، ولأمر عظيم اجتبيتك ، فقم مع الملك « ناشية » فسدده وأرشده فكان معه يرشده ، ويأتيه الوحي حتى عظمت الأحداث ونسوا إنجاء الله إياهم من عدوهم سنحاريث ، فأوحى الله إلى أرميا : قم فقص عليهم ما أمرتك به ، وذكرهم نعمتي عليهم ، وعرفهم أحداثهم .
فقال أرميا : يا رب إني ضعيف إن لم تقوني ، عاجز إن لم تبلَّغني ، مخطئ إن لم تسددني ، مخذول إن لم تنصرني ، ذليل إن لم تعزني .
فقال الله تعالى له : أولم تعلم أن الأمور كلها تصدر عن مشيئتي ، وأن الخلق والأمر كله لي ، وأن القلوب والألسنة كلها بيدي أقلبها كيف شئت فتطيعني ، وأنا الله الَّذي ليس شيء مثلي ، قامت السماوات والأرض وما فيهن بكلمتي ، ولم تتم المقدرة إلا لي ، ولم يعلم ما عندي غيري ، وأنا الَّذي كلمت البحار ففهمت قولي وأمرتها فعقلت



[1] ما بين المعقوفتين : من هامش الأصل .

402

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست