نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 391
إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)
قال : ائتوني به ، فلما أتوه به ، قال : هل يبقى هذا لأحد أو يبقون له ؟ قالوا : لا ، قال : فلا حاجة لي به ، إنما طلبي لما يتبقى . فساروا من بيت المقدس متوجهين إلى زرح ملكهم فأخبروه الخبر ، فقال : إن صديق أسا لا يطيق أن يأتي بأكثر من جندي ، ولا بأكمل من عدتي . ثم جمع العساكر ألف ألف ومائة ألف سوى أهل بلاده ، ثم أمر بمائة مركب ، فقرن له البغال ، كل أربعة أبغل جميعا عليها سرير وقبة ، وفي كل قبة منهن جارية ، ومع كل مركب عشرة من الخدم ، وخمسة أفيال من فيلته ، وجعل خاصته الَّذي يركبون معه مائة ألف . ثم قال : أين صديق أسا ؟ هل يستطيع أن يعصمه مني ، فبلغ الخبر أسا ، فدعى ربه فقال : اللَّهمّ أنت القوي انظر إلى ضعفنا وقوة عدونا فغرق عدونا في اليم كما غرقت فرعون . ثم نام فرأى في المنام : أني قد سمعت كلامك ، وأني إن غرقته لم يعلم بنو إسرائيل كيف صنعت بهم ، ولكن سأظهر لك ولمن اتبعك فيهم قدرة حتى أكفيك مئونتهم ، وأهب لك غنيمتهم حتى يعلم أعداؤك أن صديق أسا لا يطاق وليّه ، ولا يهزم جنده . فأرسل أسا إليهم طليعته ، فرجعوا يقولون : لم تر عيون بني آدم مثلهم ولا مثل فيلهم ، فقد انقطع رجاؤنا . وجاء أهل البلد إلى أسا ، فقالوا : إنا خارجون بأجمعنا إلى هؤلاء القوم لعلهم يرحمونا . فقال : أما معاذ الله أن نلقي بأيدينا في أيدي الكفرة ، قالوا : فاحتل لنا حيلة ، واطلب إلى صديقك الَّذي كنت تعدنا بنصره ، فإن الصديق لا يسلم صديقه على مثل هذا ، فدخل أسا المصلَّى ، ووضع تاجه وحل ثيابه ولبس المسوح وافترش الرماد ، ثم أخذ في الدعاء وجعل يقول : اللَّهمّ رب السماوات السبع ورب العرش العظيم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، أنت الَّذي لا يطيق كنه عظمتك بشر ، أسألك بالمسألة التي سألك بها إبراهيم خليلك فأطفأت بها عنه النار ، وبالدعاء الَّذي دعاك به نجيّك موسى فأنجيت بني إسرائيل من الظلمة وأعتقتهم من العبوديّة ، وبالتضرع الَّذي تضرع لك عبدك داود فرفعته ونصرته على جالوت ، أنت محيي الموتى ، فقد حل بنا كرب عظيم لا يطيق كشفه غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك .
391
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 391