نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 381
إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)
قال وهب بن منبه [1] : أصاب ناسا من بني إسرائيل بلاء وشدة / من الزمان فشكوا ما أصابهم ، وقالوا : يا ليتنا متنا فاسترحنا مما نحن فيه ، فأوحى الله تعالى إلى حزقيل : إنّ قومك صاحوا من البلاء وزعموا أنهم ودّوا لو ماتوا فاستراحوا ، وأيّ راحة لهم في الموت ، أيظنون أني لا أقدر أن أبعثهم بعد الموت ، فانطلق إلى جبانة كذا وكذا فإن فيها أربعة آلاف - قال وهب : وهم * ( الَّذِينَ خَرَجُوا من دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ 2 : 243 ) * [2] - فقم فيهم فنادهم ، وكانت عظامهم قد تفرقت ، فرقتها الطير والسباع ، فناداها حزقيل ، فقال : يا أيتها العظام ، إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمع عظام كل إنسان منهم ، ثم نادى ثانية فقال : أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي اللحم ، فاكتست اللحم ، وبعد اللحم جلدا ، فكانت أجسادا ، ثم نادى الثالثة أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن تعودي في أجسادك ، فقاموا بإذن الله وكبروا تكبيرة واحدة . وقال السدي عن أشياخه [3] : كانت قرية يقال لها داوردان وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها ، فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين ، فقال الذين سلموا : أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا ، لو صنعنا كما صنعوا بقينا ! ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجنّ معهم . فوقع في قابل فخرجوا [4] وهم بضعة وستون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان ، وهو واد أفيح ، فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه : موتوا ، فماتوا . فمر بهم نبي يقال له هزقيل [5] ، فوقف عليهم وجعل يفكر فيهم ، فأوحى الله إليه : أتريد أن أريك كيف أحييهم ؟ قال : نعم ، فقيل له : ناد ، فنادى : يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ، ثم أوحى إليه أن ناد : يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما ودما ، ثم قيل له : ناد ، فنادى يا أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومي ، فقاموا .
[1] الخبر في تاريخ الطبري 1 / 458 . [2] سورة : البقرة ، الآية : 243 . [3] الخبر في تاريخ الطبري 1 / 458 . [4] في الطبري 1 / 458 : « فهربوا » . [5] كذا في الأصل ، وفي تاريخ الطبري وتفسيره : « حزقيل » .
381
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 381