نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 375
إلى يوشع فاستخلفه على الناس ، قال : وكان موسى إنما يستظل في عريش ويأكل ويشرب في نقير من حجر تواضعا للَّه عز وجل حين أكرمه بكلامه . قال وهب : ذكر لي أنه كان من أمر وفاته انه أخرج يوما من عريشه ذلك لبعض حاجته ، فمر برهط من الملائكة يحفرون قبرا ، فعرفهم فأقبل إليهم حتى وقف عليهم فإذا هم يحفرون قبرا لم ير شيئا أحسن منه ولم ير مثل ما فيه من الخضرة والنضرة والبهجة ، فقال لهم : يا ملائكة الله لم تحفرون هذا القبر ؟ قالوا : نحفره والله لعبد كريم على الله ، قال : إن هذا العبد من الله لبمنزلة ، ما رأيت كاليوم مضجعا ، قالت الملائكة : يا صفي الله أتحب أن يكون لك ؟ قال : وددت ، قالوا : فانزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربك ثم تنفس ، فنزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس فقبض الله روحه ثم سوّت عليه الملائكة . قال مؤلف الكتاب : وفي هذا بعد ، فإن الحديث الصحيح يدل على غير هذا . أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن همام منبه ، قال : حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : « جاء ملك الموت إلى موسى ، فقال له : أجب ربك ، قال : فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها ، فرجع الملك إلى الله عز وجل وقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني ، قال : فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل له : إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما تواريت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة . [ فعاد إليه فأخبره ] [1] فقال : ثم مه ، قال : ثم تموت ، قال : فالآن من قريب . قال : يا رب أدنني من الأرض المقدسة رمية حجر » . قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : « والله لو أني عنده لأريتكم [ قبره ] [2] إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر » [3] .
[1] ما بين المعقوفتين : من المرآة . [2] ما بين المعقوفتين : من الهامش . [3] الحديث : أخرجه أحمد في المسند 2 / 269 ، 315 ، وصحيح البخاري 4 / 121 ، وصحيح مسلم ، الفضائل 158 ، ومسند أبي عوانة 1 / 188 ، والبداية والنهاية 1 / 317 .
375
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 375