responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 315


وقد روي أن زليخا صارت في ملك يوسف لأنها اشترت منه بجميع ملكها ، ثم بنفسها فأخرجها يوسف من مدينته فابتنت لنفسها مسكنا على قارعة طريق يوسف ، فغيرتها السنون ونسيها يوسف واشتغل بملكه عليه السلام ، وكبرت وعميت وانحنى صلبها . وكان يوسف يركب في كل شهر ركبة في ثمانمائة ألف ، وفي ألف لواء وألفي سيف يدور في عمله وينتصب لأهل مملكته ، وينصف للمظلوم من الظالم . وكانت زليخا تلبس جبة صوف وتشد حقويها بحبل من ليف وتقف على قارعة الطريق فإذا حاذاها يوسف نادته فلا يسمع نداءها ، ففعلت ذلك مرارا ، فركب يوما فنادته : أيها العزيز سبحان من جعل العبيد بالطاعة ملوكا . وجعل الملوك بالمعصية عبيدا ، فسمعها فبكى والتفت إلى فتاه ، فقال : انطلق بهذا العجوز معك إلى دار الملك ، واقض لها كل حاجة ، فقال لها الغلام : ما حاجتك يا عجوز ؟ فقالت له : إن حاجتي محرمة أن يقضيها غير يوسف ، فأقبل يوسف من موكبه فدعا بها ، وقال : من أنت يا عجوز ؟ قالت : أنا معتقتك ومذللتك ، أنا زليخا ، فبكى وقال : ما فعل حسبك وجمالك ، قالت : ذهب به الَّذي ذهب بذلَّتك ومسكنتك وأعطاك هذا الملك ، فقال : يا زليخا إن لك عندي قضاء ثلاث حوائج فسلي ، فو حقّ شيبة إبراهيم لأقضينها ، فقالت : حاجتي الأولى أن تدعو الله أن يرد عليّ بصري وشبابي ، فدعا الله لها فرد بصرها وشبابها ، فلما نظر إلى حسنها وجمالها لم يتمالك أن ضحك ، ثم قالت : ادع الله أن يرد عليّ حسني كما كان ، فدعا الله فرد حسنها وجمالها وزادها كرامة ليوسف ، فصارت كأنها بنت ثماني عشرة سنة ، وكان لها يومئذ مائة وعشرون سنة ، فقالت : حاجتي الثالثة . . . قال ما هي ؟ قالت :
ليست حاجتي إليك ، قال : فما حاجتك ؟ قالت : أن تتزوج بي ، فأوحى الله إليه أن تزوج بها وزينها بكل زينة ، ثم دخل بها فأصابها بكرا ، وأولدها اثني عشر ولدا .
ذكر هذه القصة أبو الحسين بن المنادي من حديث وهب بن منبه ، وغيره .
قال العلماء : وبلغ الجدب أرض كنعان وهلكت ماشية يعقوب ودوابه وجاع هو وأولاده ، فقال لهم : انطلقوا فاشتروا لنا من عزيز مصر طعاما . وكان يوسف قد أقعد صاحب جوازه على الطريق ، وأمره أن لا يترك أحدا من أهل الشام يدخل مصر إلا سأله عن حاله وقصته ، فلما قدم ولد يعقوب سألهم من أين هم ؟ فقالوا : نحن كنعانيون من بني يعقوب النبي عليه السلام ، وكتب إلى يوسف بذلك ، وأنهم يريدون اشتراء طعام ، فورد

315

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست