responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 291

إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)


قالوا : الخيل ، قال : فأيها أبصر ؟ قالوا : الإناث أبصر ، قال : فأي الإناث ؟ قالوا : البكارة .
فأرسل ذو القرنين فجمع له ستة آلاف فرس أنثى بكارة ، ثم انتخب من أهل عسكره . أهل الجلد والعقل ستة آلاف رجل ، فدفع إلى كل رجل فرسا ، وعقد للخضر على مقدمته على ألفين ، وكان الخضر وزير ذي القرنين ، وهو ابن خالته . وبقي ذو القرنين في أربعة آلاف ، فقال ذو القرنين للناس : لا تبرحوا من عسكركم هذا اثنتي عشرة سنة فإن نحن رجعنا إليكم فذلك وإلا فارجعوا إلى بلادكم ، فقال الخضر : أيها الملك إنا نسلك ظلمة لا ندري كم السير فيها ولا يبصر بعضنا بعضا ، فكيف نصنع بالضلال إذا أصابنا ؟ فدفع ذو القرنين إلى الخضر خرزة حمراء ، فقال : حيث يصيبك الضلال فاطرح هذه الخرزة إلى الأرض فإذا صاحت فليرجع إليها أهل الضّلال . فسار الخضر بين يدي ذي القرنين يرتحل ونزل ذو القرنين وقد عرف الخضر ما يطلب ذو القرنين ، وذو القرنين يكتم الخضر .
فبينما الخضر يسير إذ عارضه واد ، فظن الخضر أن العين في الوادي ، فلما قام على شفير الوادي قال لأصحابه : قفوا ولا يبرحن رجل من موقفه ، ورمى بالخرزة في الوادي ، فمكث طويلا ثم أضاءته الخرزة وطلب صوتها ، فانتهى إليها فإذا هي على حافة العين ، فنزع الخضر ثيابه ثم دخل العين ، فإذا ماء أشد بياضا من اللبن ، وأحلى / من الشهد فشرب واغتسل وتوضأ ثم خرج فلبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فصاحت ، فرجع الخضر إلى صوتها وإلى أصحابه ، فأخذها وركب فسار . ومرّ ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما وأربعين ليلة ، فخرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر ، وأرض حمراء ، ورملة . وإذا قصر مبني في تلك الأرض طوله فرسخ في فرسخ مسور ليس عليه باب ، فنزل ذو القرنين بعسكره ثم خرج وحده حتى دخل القصر ، فإذا حديدة طرفاها على حافتي القصر ، وإذا طائر أسود كأنه الخطاف أو شبه بالخطاف ، مذموم بأنفه إلى الحديدة ، معلق بين السماء والأرض فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين ، قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين ، فقال الطائر : يا ذا القرنين أما كفاك ما وراءك حتى وصلت إليّ ، يا ذا القرنين حدثني هل كثر البناء بالآجر والجص ؟

291

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست