نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 264
قال أبو الزناد : قال أبو سلمة ، عن أبي هريرة : أنها قالت : اللَّهمّ إن يمت قيل هي قتلته . قال : فأرسل ثم قام إليها فقامت تصلي وتقول : اللَّهمّ إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط عليّ هذا الكافر . قال : فغطَّ حتى ركض برجله . قال أبو الزناد : قال أبو سلمة ، عن أبي هريرة : قالت : اللَّهمّ إن يمت قيل هي قتلته ، فأرسل . قال : فقال في الثالثة أو الرابعة : ما أرسلتم إلا شيطانا ، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر . قال : فرجعت إلى إبراهيم فقالت لإبراهيم : أشعرت أنّ الله عز وجل رد كيد الكافر وأحذم وليدة . قال ابن إسحاق : وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم ، وقالت : إني أراها [ امرأة ] [1] وضيئة فخذها لعل الله أن يرزقك منها ولدا ، وكانت سارة قد منعت الولد ، فوقع عليها فولدت له إسماعيل . وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلم : « إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها فإن لهم ذمة ورحما » . قال الزهري : الرحم أن أم إسماعيل كانت منهم . ثم إن إبراهيم خرج من مصر إلى الشام فنزل السّبع من أرض فلسطين ، ونزل لوط بالمؤتفكة ، وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة أو أقرب . فبعثه الله نبيا . وأقام إبراهيم بذلك المقام فاحتفر به بئرا فكانت غنمه تردها ، واتخذ به مسجدا ، ثم إن أهلها آذوه فخرج حتى نزل بناحية فلسطين فنضب ماء تلك البئر التي احتفرها ، فندم أهل ذلك المكان على ما صنعوا وقالوا : أخرجنا من بين أظهرنا رجلا صالحا ولحقوه فسألوه أن يرجع ، قال : ما أنا براجع إلى بلد أخرجت منه ، قالوا : فإن الماء الَّذي كنت تشرب منه ونحن معك قد نضب ، فأعطاهم سبع أعنز من غنمه ، وقال : أوردوها الماء تظهر ولا تغرفن منها حائض . [ فخرجوا بالأعنز فلما وقفت على البئر ] [2] ظهر إليها الماء . وكان الله تعالى قد أوسع على إبراهيم وبسط له في الرزق والخدم ، وكان يضيف
[1] ما بين المعقوفتين : من تاريخ الطبري 1 / 247 . [2] ما بين المعقوفتين : من تاريخ الطبري 1 / 248 .
264
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 264