نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 18
القبول في قلوب الخلق فوق الحد ، وأوقع كلامي في نفوسهم ، فلا يرتابون بصحته ، وقد أسلم على يدي نحو مائتين من أهل الذمة ، ولقد تاب في مجالسي أكثر من مائة ألف ، وقد قطعت أكثر من عشرين ألف سالف مما يتعاناه الجهال » [1] . وفي حقيقة الأمر أن ابن الجوزي كواعظ يحتاج إلى دراسة متوسعة تتناول أسلوبه ومنهجه ونماذج من وعظه وأثر وعظه على المجتمع الَّذي كان يعيش فيه ، مما يجعلنا نقتصر في هذا المقام على مجرد الإشارة إلى ابن الجوزي الواعظ كجانب من جوانب نبوغه وعلمه فقط . قال ابن رجب : « إن مجالسه الوعظية لم يكن لها نظير ، ولم يسمع بمثلها ، وكانت عظيمة النفع ، يتذكر بها الغافلون ، ويتعلم منها الجاهلون ، ويتوب فيها المذنبون ، ويسلم فيها المشركون » [2] . ولعل من أبرز ما كتبه في الوعظ : « التبصرة » ، و « المنتخب » ، و « المدهش » ، و « بحر الدموع » . أما في الفقه فلا بد وأن يكون فقيها ، وكيف لا وهو الواعظ المفسر الحافظ ، فهو حنبلي المذهب مجتهد في بعض الآراء ، فمن أبرز ما ألَّف في الفقه : « الإنصاف في مسائل الخلاف » و « عمدة الدلائل في مشهور المسائل » و « المذهب في المذهب » و « مسبوك الذهب » وغير ذلك . وفي التاريخ هو من المتوسعين ، وليس أدل على ذلك من كتاب « المنتظم » هذا الَّذي نحن بصدد التقديم له . كما أن كتب المناقب التي كتبها تعد موسوعة تاريخية متخصصة كل في موضوعة ، منها « مناقب أحمد بن حنبل » ، و « مناقب بغداد » ، و « مناقب الحسن البصري » ، و « مناقب عمر بن الخطاب » ، و « مناقب عمر بن عبد العزيز » ، و « مناقب سفيان الثوري » وغيرها . هذا بالإضافة إلى نبوغه في الأدب واللغة والشعر ، فقد قال الذهبي : « ونظم الشعر المليح وكتب بخطه ما لا يوصف ، ورأى من القبول والاحترام ما لا مزيد عليه » [3] .
[1] لفتة الكبد ، لابن الجوزي ص 251 . [2] الذيل على طبقات الحنابلة ، لابن رجب 3 / 41 . [3] العبر في خبر من غبر ، للذهبي 4 / 297 ، 298 .
18
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 18