نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 130
وقال غيره : أرض الحبشة مسيرة سبعة فراسخ ، والفرسخ عشرة ألف ذراع . وقال معتب بن سمي : الأرض ثلاثة أثلاث ، فثلث للناس والشجر والدواب ، وثلث هواء ، وثلث بحار [1] . قال أبو الوفاء بن عقيل : [2] ونقلت من كتاب الهندسة : ذكر علماء الهندسة أن الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك ، موضعه في جوف الفلك كالمحّة ، في جوف البيضة ، وان النسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة ، وان الفلك يحيط بالنسيم كإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة ، والأرض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء ، وهو من المشرق إلى المغرب ، وهو طول الأرض ، وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أكبر خط في الفلك ، وعرض الأرض من القطب الجنوبي [3] الَّذي تدور حوله بنات نعش . واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة ، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا ، والفرسخ اثنا [4] عشر ألف ذراع ، والذراع أربعة وعشرون إصبعا ، والإصبع ست حبات من شعير مضمومة ، فتكون جميع ذلك تسعة آلاف فرسخ ، وبين خط الاستواء وبين كل واحد من القطبين تسعون درجة ، واستدارتها عرضا مثل ذلك ، إلا أن العمارة بعد خط الاستواء أربع وعشرون درجة ، ثم الباقي قد غمره البحر الكبير ، فنحن على الربع الشمالي من الأرض . والربع الجنوبي خراب لشدة الحر والنصف الَّذي تحتنا لا ساكن فيه ، وكل ربع من الشمالي والجنوبي سبعة أقاليم ، والإقليم هو البلدان التي يتفق عرضها في مسير الشمس وارتفاع درجها . وقال بعضهم في تقدير ما غمر من الأرض بالبحار : ان موضع البر منها كسواد القمر من القمر ، ومعمورها كسرا منه . وذكر بعض العلماء أن غاية ما يمكن ارتفاع البنيان في الجو مقدار ميلين ، فإنه مبلغ أعالي الجبال على استقامتها بغير تقريح ولا تدريج .
[1] الخبر في المرآة 1 / 61 . [2] قارن بابن خرداذبه 4 ، والإدريسي 1 / 7 ، وابن الفقيه 4 ، ومعجم البلدان 1 / 14 . [3] من المرآة 61 : « من القطب الشمالي » [4] ما بين المعقوفتين : من المرآة .
130
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 130