نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 43
وقد كان من أهمية كتاب المنتظم حفظ النصوص من الضياع ، فقد نقل لنا نصوصا من كتب مفقودة في عصرنا هذا ، وليس كذلك فقط بل إنه نقل لنا نصوصا من كتب مطبوعة الآن مثل كتاب « تاريخ بغداد » للخطيب هذه النصوص لا نجدها ضمن النسخة المطبوعة من هذا الكتاب ، ويرجع ذلك إلى سقوط بعض النصوص من النسخة التي طبع عليه الكتاب . وبالإضافة إلى ذلك فإن ابن الجوزي انفرد في « كتاب المنتظم » بنصوص تاريخية لم نجدها لدى أسلافه المتقدمين ، ولكن يؤخذ عليه إهمال المصادر التي نقل عنها هذه النصوص التاريخية [1] . وكذلك فإن كتاب « المنتظم » كان في حد ذاته مسردا تاريخيا ووثيقة تاريخية للعصر الَّذي عاش فيه ابن الجوزي ، حيث إنه عاصر فترة من أهم الفترات التاريخية . كما أن « المنتظم » أصبح مصدرا رئيسيا لتدوين التاريخ لمن جاء بعد ابن الجوزي ، فقد استفاد منه سبطه في « مرآة الزمان » ، وابن كثير في « البداية والنهاية » ، والذهبي في « تاريخ الإسلام » وغيرهم من المؤرخين الذين جاؤوا بعده . مختصراته والذيول عليه : لعل من أهم المختصرات هو كتاب « شذور العقود في تاريخ العهود » الَّذي اختصر به ابن الجوزي نفسه كتاب « المنتظم » ، فكان بمثابة مختصر للمنتظم وذيلا عليه في نفس الوقت ، حيث أضاف ابن الجوزي عليه حوادث أربع سنوات ، ولكن بصورة مختصرة . وقد اختصر أيضا كتاب « المنتظم » الشيخ علاء الدين علي بن محمد المعروف بمصنفك ، وسماه : « مختصر المنتظم وملتقط الملتزم » وقد وجه إليه النقد بشدة حيث إنه كان به أغلاط صريحة وأوهام . وهناك مختصر آخر غير معلوم المؤلف يوجد منه نسخة بمعهد المخطوطات ، وهو مختصر جدير بالذكر لجودته .