نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 424
وقال آخرون : كان ملك الروم في أيام دارا الأكبر يؤدي إلى دارا الخراج ، فلما هلك ملك الإسكندر ، وكان ذا حزم ومكر ، فمن مكره أنه خرج في بعض الحروب من صف أصحابه ، وأمر من نادى : يا معشر الفرس ، قد علمتم ما كتبنا لكم من الأمان ، فمن كان منكم على الوفاء فليعتزل العسكر وله منا الوفاء . فاتهمت الفرس بعضها بعضا ، فكان أول اضطراب حدث فيهم . وتلقاه بعض ملوك الهند بألف فيل عليها السلاح ، وفي خراطيمها السيوف ، فلم تقف دواب الإسكندر ، فأمر باتخاذ قلة من نحاس مجوفة ، وربط خيله بين تلك التماثيل حتى التقيا ، ثم أمر فملئت نفطا وكبريتا ، وألبسها الدروع وجرت على العجل إلى المعركة ، وبين كل تمثالين منها جماعة من أصحابه . فلما نشبت الحرب أمر بإشعال النيران في أجواف التماثيل فلما حميت انكشفت أصحابه عنها ، فغشيتها الفيلة فضربتها بخراطيمها ، فتشيطت ، فولت مدبرة راجعة على أصحابها ، فصارت الدبرة على ملك الهند . وغزا الإسكندر [1] بعض ملوك المغرب فظفر به ، فآنس لذلك من نفسه القوة فنشز على دارا الأصغر ، وامتنع عما كان يحمله إليه ، وكان الخراج الَّذي يؤديه آل الإسكندر إلى ملوك الفرس بيضا من ذهب ، ألف ألف بيضة ، في كل بيضة مائة مثقال . فلما امتنع الإسكندر أن يبعث كتب إليه دارا يطالبه . فكتب إليه : إني قد ذبحت تلك الدجاجة التي كانت تبيض ذلك البيض وأكلت لحمها . فالتقيا للقتال بناحية خراسان مما يلي الحرز . [ ذكر نبذ من أحوال الإسكندر ] [2] . قد ذكرنا أن هذا الإسكندر هو ابن فيلبوس ، وبعضهم يقول : ابن بيلبوس بن مطريوس . ويقال : ابن مصريم بن هرمس بن هردس بن مسطون [3] بن رومي بن
[1] تاريخ الطبري 1 / 576 . [2] تاريخ الطبري 1 / 577 ، وما بين المعقوفتين من المختصر ، ومكانه في الأصل بياض . [3] في تاريخ الطبري : « بن ميطون ، وكذا في المختصر .
424
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 424