نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 415
[ ذكر قصة تبع ] [1] ثم ملك من بعده تبّع بن زيد بن عمرو بن تبّع بن أبرهة بن ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبإ . وكان تبع هذا في أيام بشتاسب وبهمن ، وأنه شخص متوجها من اليمن حتى خرج على جبلي طيِّئ ، ثم سار يريد الأنبار ، فلما انتهى إلى موضع الحيرة تحير ، وذلك في الليل ، فأقام مكانه فسمي ذلك الموضع الحيرة . ثم سار وخلف به قوما من الأزد ولخم وجذام وعاملة وقضاعة ، فبنوا وأقاموا به ، ثم توجه إلى الأنبار ، ثم إلى الموصل ، ثم أذربيجان ، فلقي الترك بها فهزمهم وقتل المقاتلة ، وسبى الذرية ، ثم انكفأ راجعا إلى اليمن ، فهابته الملوك وأهدت إليه ، ثم غزا الصين فاكتسح ما فيها ، وقتل مقاتلتها . أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبو علي بن دوما ، قال : أخبرنا مخلد بن جعفر ، قال : أخبرنا الحسن بن علي القطان ، قال : أخبرنا إسماعيل بن عيسى العطار ، قال : أخبرنا إسحاق بن بشر ، قال : حدثنا علي بن عاصم ، قال : أخبرني عمران بن حدير ، عن أبي مجلز ، قال : جاء ابن عباس إلى عبد الله بن سلام فسأله فقال : سمعت الله تعالى يذكر تبعا فلم يذمه وذم قومه ، فقال : نعم ، إن تبعا غزا بيت المقدس فسبى أولاد الأحبار ، فقدم بهم على قومه ، فأعجب بفتية منهم ، فجعل يدنيهم ويسمع منهم ، وجعل الفتية يخبرونه عن الله عز وجل وما في الآخرة ، فأعجب بهم فتكلم قومه ، فقالوا : إن هؤلاء الفتية قد غلبونا على تبع ونخاف أن يدخلوه في دينهم . فبلغ تبعا ما يقول قومه ، فأعلم الفتية بذلك ، فقالوا : بيننا وبينهم النصيف ، قال : وما هو ؟ قالوا : النار التي تحرق الكاذب ويبرأ فيها الصادق . فأرسل إلى أحبار قومه فأدخلهم عليه ، فقال : اسمعوا ما يقول هؤلاء ، قالوا : وما يقولون ؟ قال : يقولون إن لنا ربا خلقنا وإليه نعود ، وان بين أيدينا جنة ونارا ، فإن أبيتم علينا فإن بيننا وبينكم النار التي تحرق الكاذب . قالوا : قد رضينا .
[1] تاريخ الطبري 1 / 566 . وما بين المعقوفتين : من المختصر ومكانه في الأصل بياض .
415
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 415