نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 370
فانطلق فطار طائر من بين يديه فاختلس البقرة ، فدعاها بإله إبراهيم فأقبلت وقالت : إن الطائر إبليس اختلسني فلما ناديتني جاء ملك من الملائكة فانتزعني منه فردني إليك لبرك بوالدتك وطاعتك إلهك . فدخل الفتى إلى أمه فأخبرها بالخبر ، فقالت : يا بني إني أراك تحتطب على ظهرك فاذهب بهذه البقرة فبعها وخذ ثمنها وتقوبه فقال : بكم أبيعها ؟ قالت : بثلاثة دنانير على رضى مني . فانطلق إلى السوق فبعث الله ملكا من الملائكة فقال للفتى : بكم تبيعها ؟ قال : بثلاثة دنانير على رضى من والدتي ، قال : لك ستة دنانير ولا تستأمر والدتك ، قال : لو أعطيتني زنتها لم أبيعها حتى أستأمرها . فخرج الفتى فأخبر والدته الخبر فقالت : بعها بستة دنانير على رضى مني . فانطلق فأتاه الملك وقال : ما فعلت ؟ فقال : أبيعها بستة دنانير على رضى من والدتي ، فقال : فخذ اثني عشر دينارا ولا تستأمرها ، قال : لا . فانطلق إلى أمه ، فقالت : يا بني إن الَّذي يأتيك ملك من الملائكة في صورة آدمي ، فإذا أتاك فقل له : إن والدتي تقرأ عليك السلام وتقول : بكم تأمرني أن أبيع هذه البقرة ؟ فقال له الملك : أيها الفتى يشتري بقرتك هذه موسى بن عمران لقتيل يقتل في بني إسرائيل ، فاشتروها منه على أن يملئوا له جلدها دنانير ، فعمدوا إلى جلدها فملئوه دنانير ثم دفعوه إلى الفتى . فعمد الفتى فتصدق بالثلثين على الفقراء من بني إسرائيل ، وتقوّى بالثلث . [ فصل في ذكر أن بني إسرائيل آذوا موسى فنسبوه إلى الآدر ] [1] إن قوما من بني إسرائيل عابوا موسى لكونه يغتسل مؤتزرا ، فقالوا إنه آدر . والآدر : العظيم الخصيتين . حدثنا عبد الأول بن عيسى ، قال : أخبرنا الداوديّ ، قال : أخبرنا ابن أعين