نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 349
ما كذبت ولا كذبت . فأوحى الله إلى موسى : اضرب بعصاك البحر ، فأوحى إلى البحر : إذا ضربك موسى فانفلق له ، فبات البحر يضرب بعضه بعضا فزعا من الله عز وجل وانتظارا لأمره ، فضربه فانفلق اثنا عشر طريقا على عدد الأسباط ، فسار موسى وأصحابه على طريق يابس والماء قائم بين كل فريقين ، فلما دخل بنو إسرائيل ولم يبق منهم أحد ، أقبل فرعون على حصان له حتى وقف على شفير البحر ، فهاب الحصان أن ينفذ فعرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق فشمها الفرس فدخل فرعون فدخل قومه وجبرئيل أمامه وميكائيل على فرس خلف القوم يحثهم يقول : الحقوا بصاحبكم ، فلما أراد أولهم أن يصعدوا تكامل نزول آخرهم انطبق البحر عليهم ، فنادى فرعون : * ( آمَنْتُ 10 : 90 ) * . قال ابن عباس : جاء جبرئيل إلى النبي صلَّى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، لو رأيتني وأنا أدس من حمأة البحر في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة [1] . قال العلماء : فقال قوم : إن فرعون لم يغرق ، فقذفه البحر حتى رأوه فعرفوه ، فذلك قوله تعالى : * ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 10 : 92 ) * . أخبرنا عبد الأول ، أخبرنا الداوديّ ، أخبرنا ابن أعين ، حدثنا إبراهيم بن خريم ، حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا إبراهيم بن الحكم ، قال : حدثني أبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : « كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبطا ، وكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب النبي صلَّى الله عليه وسلم » [2] . ومن الحوادث [3] ان بني إسرائيل مرّوا على قوم يعكفون على أصنامهم ، فقالوا : يا موسى اجعل لنا إلها ، فأجابهم بما قص الله عز وجل في القرآن .
[1] مسند أحمد بن حنبل 1 / 240 ، 245 ، 309 ، 340 ، ومرآة الزمان 1 / 414 . [2] الحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 5 / 85 . [3] مرآة الزمان 1 / 416 .
349
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 349