نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 281
إسم الكتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ( عدد الصفحات : 428)
عام لا تزيده الحجج إلا تماديا . ثم إنه حلف ليطلبن إله إبراهيم . قال السدي عن أشياخه : أخذ نمرود أربعة أفرخ من فراخ النسور فرباهن باللحم والخمر حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن ، قرنهن بتابوت ، وقعد في ذلك التابوت ، ثم رفع رجلا من لحم لهنّ ، فطرن به ، حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلى الأرض فرأى الأرض تحته كأنها فلكة في ماء ، ثم صعد فوقع في ظلمة ، فلم ير ما فوقه ولا ما تحته ، ففزع فألقى اللحم فاتبعته منقضّات ، فلما رأت الجبال ذلك كادت تزول ، فذلك قوله تعالى : * ( وإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْه الْجِبالُ 14 : 46 ) * [1] . فلما رأى أنه لم يطق شيئا أخذ في بنيان الصرح ، فبناه ، ثم ارتقى ينظر وسقط الصرح ، وتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع [2] . ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام هلاك نمرود قال زيد بن أسلم : بعث الله إلى نمرود ملكا أن آمن بي وأتركك على ملكك . قال : فهل ربّ غيري ؟ فأتاه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ، ثم أتاه الثالثة ، فقال له ذلك فأبى عليه ، فقال له الملك : اجمع جموعك إلى ثلاثة أيام ، فجمع جموعه ، فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض ، وطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها ، فبعثها الله عليهم فأكلت لحومهم وشربت دماءهم فلم يبق إلا العظام والجبار كما هو لم يصبه من ذلك شيء ، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق ، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه فعذبه الله أربعمائة عام كما ملكه وأماته الله . وهو الَّذي بنى صرحا إلى السماء ، [ فأتى الله بنيانه من القواعد ، وهو قال الله ] [3] : * ( فَأَتَى الله بُنْيانَهُمْ من الْقَواعِدِ 16 : 26 ) * [4] .
[1] سورة : إبراهيم ، الآية : 46 . [2] في تبلبل ألسن الناس ، قال في المرآة : هذا وهم لأنها تبلبلت في زمان نوح ( مرآة الزمان 1 / 308 ) . [3] ما بين المعقوفتين : من تاريخ الطبري . [4] سورة : النحل ، الآية : 26 . والخبر في تاريخ الطبري 1 / 288 ، وتفسيره 5 / 433 - 434 .
281
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 281