نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 279
الإشارة إلى قصة الذبح سبب أمر الله خليله بذبح ولده : ما روى السدي عن أشياخه [1] . أن جبريل لما بشر سارة بإسحاق ، قالت : وما آية ذلك ؟ فأخذ عودا يابسا في يده فلواه بين أصابعه فاهتزّ أخضر ، فقال إبراهيم : هو للَّه إذا ذبيح ، فلما كبر إسحاق أتى إبراهيم في النوم فقيل له : أوف بنذرك الَّذي نذرت ، فقال لإسحاق : انطلق نقرب قربانا إلى الله ، فأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق معه حتى إذا ذهب به بين الجبال قال له الغلام : يا أبتاه ، أين قربانك ؟ قال : يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ، فقال إسحاق : اشدد رباطي حتى لا اضطرب ، واكفف عني ثيابك [ حتى ] [2] لا ينتضح عليها / من دمي فتراه سارة فتحزن ، وأسرع مرّ السكين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ ، وإذا أتيت سارة فاقرأ عليها السلام . فأقبل عليه إبراهيم يقبله ، وقد ربطه وهو يبكي وإسحاق يبكي ، ثم إنه جرّ السكين على حلقه فلم يحك السكين ، فأضجعه على جبينه فنودي : يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا . فإذا بكبش فأخذه ، وخلى عن ابنه ، وأكب على ابنه يقبله ويقول : اليوم يا بني وهبت لي . فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت سارة ، وقالت : يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني . قال شعيب الجبائي : لما علمت بذلك ماتت يوم الثالث . وروى ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم : [3] إن إبراهيم لما خرج بابنه ليذبحه اعترضه إبليس ، فقال : أين تريد أيها الشيخ ؟ فقال : أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه ، فقال : والله إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك . فعرفه إبراهيم ، فقال : إليك عني عدو الله ، فوالله لأمضين لأمر ربي فيه ، فلما يئس عدو الله إبليس من إبراهيم اعترض الولد ، فقال : يا غلام هل تدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : يحتطب لأهلنا من هذا الشعب ، قال : والله ما يريد إلا أن يذبحك ، قال : لم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك ، قال : فليفعل ما أمره ربه ، فسمعا وطاعة ، فلما امتنع منه الغلام ذهب إلى
[1] الخبر في تاريخ الطبري 1 / 272 ، 273 ، وتفسيره 23 / 49 . [2] ما بين المعقوفتين : من الطبري . [3] تاريخ الطبري 1 / 274 ، وابن عساكر 2 / 149 ، وعرائس المجالس 1 / 94 ، ومرآة الزمان 1 / 296 .
279
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 279