نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 254
استبشروا بها ، فقالوا : * ( هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا 46 : 24 ) * [1] . فكان أول من رأى ما فيها امرأة منهم فصاحت وصعقت ، فقيل لها : ما رأيت ؟ قالت : ريحا فيها كشهب النار ، أمامها رجال يقودونها ، فسخرها الله عليهم * ( سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً 69 : 7 ) * [2] . فاعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه منها إلا ما تلين الجلود ، وتلتذّ عليه النفوس ، فكانت تقلع الشجر وتهدم البيوت ، فمن لم يكن في بيته هبت الريح حتى تقطعه بالجبال ، وكانت ترفع الظعينة ما بين السماء والأرض وترميهم بالحجارة . فوصل الخبر إلى الوفد ، وكانوا قد قيل لهم : قد أعطيتم مناكم لدعائكم فاختاروا . فقال مرثد : يا رب ، أعطني برا وصدقا ، فأعطي ذلك . وقيل لقيل : ما تريد ؟ فقال : أن يصيبني ما أصاب قومي [3] . وقال لقمان بن عاد : أعطني عمر سبعة أنسر ، فعمر عمر سبعة أنسر ، يأخذ الفرخ حين يخرج من البيضة ، فيأخذ الذكر لقوّته حتى إذا مات أخذ غيره ، فلما لم يبق غير واحد ، قال له ابن أخيه : يا عم ما بقي من عمرك إلا عمر هذا النسر ، فقال لقمان : هذا لبد - ولبد بلسانهم الدهر - فلما انقضى عمر النسر طارت النسور ، ولم ينهض فمات لقمان . ذكر قصة عجيبة للقمان بن عاد [4] أخبرتنا شهدة بنت أحمد ، قالت : أخبرنا أبو محمد بن السراج ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله بن محمد بن سلامة القضاعي ، أخبرنا أبو مسلم الكاتب ، أخبرنا ابن دريد ، حدثنا العكلي ، عن ابن أبي خالد ، عن الهيثم ، عن مجاهد ، عن الشعبي ، قال : كان لقمان بن عاد عاديا الَّذي عمّر عمر سبعة أنسر مبتلى بالنساء ، فكان يتزوج المرأة فتخونه حتى تزوج جارية صغيرة لم تعرف الرجال ، ثم نقر لها بيتا في صفح جبل ، وجعل له درجه بسلاسل ينزل بها ويصعد ، فإذا خرج رفعت السلاسل ، حتى