نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 198
باب ذكر آدم عليه السلام [1] روى السدي عن أشياخه ، قال : بعث الله عز وجل جبرئيل إلى الأرض ليأتيه بطين منها ، قالت الأرض : إني أعوذ باللَّه منك أن تنقص مني أو تشينني ، فرجع ولم يأخذ ، وقال : رب إنها عاذت بك فأعذتها . فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها ، فبعث ملك الموت فعاذت منه ، فقال : وأنا أعوذ باللَّه أن أرجع ، ولم انفذ أمره ، فأخذ من وجه الأرض وخلط ، فلم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء ، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين . فصعد به ، فبلّ التراب حتى عاد طينا ، ثم ترك حتى تغير وأنتن ، وهو قوله : * ( من حَمَإٍ مَسْنُونٍ 15 : 26 ) * [2] ، قال : منتن [3] . وقد روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض ، ومن عذبها ومن ملحها ، فخلق آدم ، فمن ثمّ سمّي آدم ، لأنه خلق من أديم الأرض ، ومن ثمّ قال إبليس : * ( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً 17 : 61 ) * [4] ، أي هذه الطينة أنا جئت بها [5] . وقد رواه ابن جبير عن ابن مسعود . فأخبرنا به محمد بن عبد الباقي البزاز ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، أخبرنا
[1] تاريخ الطبري 1 / 89 وما بعدها ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 2 / 241 ، والكسائي 23 ، وعرائس المجالس 24 ، والبداية والنهاية 1 / 68 ، ومروج الذهب للمسعوديّ ، والكامل في التاريخ لابن الأثير 1 / 26 وما بعدها . [2] سورة : الحجر ، الآية : 26 . [3] الخبر في تاريخ الطبري 1 / 90 ، وقارن بالثعلبي في عرائس المجالس 26 ، ومرآة الزمان 1 / 188 . [4] سورة : الإسراء ، الآية : 61 . [5] الخبر في تاريخ الطبري 1 / 90 ، 91 ، وفي تفسير الطبري 15 / 80 .
198
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 198